الثلاثاء، مارس ٢٩، ٢٠١١


الخاسرون والفائزون فى معركة الاستفتاء




لقد مر يوم السبت 19 من مارس 2011 على مصر وكأنه أروع يوم فى تاريخها لتميز العرس الديموقراطى غير المسبوق فى الإقبال الشعبى الكبير على الإدلاء بالصوت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى أول تجربه ديموقراطية بعد ثورة 25 يناير المجيده , ولقد أفرزت هذه التجربة الفريده عن تغيير حقيقى فى مزاج وسلوك الشعب المصرى الذى مافتئ أن تخلص من الكبت والقهر والظلم فى عهد الطاغية حسنى مبارك حتى انطلق بقوة نحو الحرية والعدالة والنهضة وهو يسير على الطريق الصحيح لبناء مصر الحره

ولقد انتهت نتيجة الإستفتاء فأفرزت خاسرين وفائزين

الخاسرون ليسوا هم من قالوا لا ولكنهم إفراز نكد لنتيجة الشحناء والبغضاء والتلبس :

1 – كل من ساهم فى تأجيج مشاعر الشعب المصرى واللعب على عواطفه ودغدغة مشاعره واجباره على التصويت فى اتجاه معين بأساليب رخيصه وتوظيف الإعلام المقروء والمسموع والمرئى لذلك , وهنا ملاحظة مهمه , أن لكل انسان أو كيان أو حزب الحرية الكامله فى دعوة الشعب المصرى للتصويت بنعم أو لا ولكن فى حدود الإختلاف الطبيعى وليس بالتخوين والتأثيم والتجييش وكأنها معركة حياة أو موت

2 – فلول الحزب الوطنى التى صوتت أغلبيتها بلا وليس كما تم تصويره فى وسائل الاعلام أنهم سيصوتون بنعم وكان القصد الوقيعة بتيار سياسى معين ووضعه فى خانة واحده مع هذه الفلول الجريحة التى تحاول الانقضاض على الثورة أو الالتفاف حولها وقام الاعلام بتصوير ذلك بدون مراعاة للمهنية وميثاق الشرف الصحفى

3 – كل من حاول أن يتصيد فى الماء العكر ويصوت بلا عنادا واستكبارا بسبب تصويت تيار معين بنعم ولم يراع الضمير الوطنى ولانظرة على مستقبل البلد المهدد

4 – كل من زعم أن التصويت بنعم هو خيانه لدماء الشهداء وانقضاض على الثورة

5 – كل من زعم أن التصويت بنعم هو واجب شرعى بحسن نيه أو سوء نية لأن معنى الذين يصوتون بلا يأثمون بخروجهم عن هذا الواجب الشرعى والمسألة لاتعدوا سوى اختلافا فى الرأى وهو من المباح وليس فى حدود الحلال والحرام

6 – الذين راهنوا على أنها معركة بين القوى السياسية الناهضة والقوى السياسية المتجذره ونتيجة المعركه لديهم فى حالة انتصار لا هى بروز التيار الثورى وخفوت التيار الأصيل

7 – كل من لا يحترم نتيجة الاستفتاء ويحاول ويناور للالتاف على خيار الشعب المصرى وتأجيج المشاعر والتهديد والوعيد

8 – الذين لم يخرجوا للإدلاء بأصواتهم من غير عذر مقبول لأنهم ساهموا فى التقليل من نسب التصويت العالية رغم التسهيلات الكبيره بالتصويت ببطاقة الرقم القومى

9 – الذين جيشوا الجماهير على أساس طائفى بدعوى أن المسلمين يصوتون فى اتجاه معين ونسيوا أو تناسوا أن أغلبية الشعب من المسلمين وأن المسلمين منقسمون بين نعم ولا

أما الفائزون فى معركة الاستفتاء فليسوا هم من قالوا نعم فقط :

1 – الشعب المصرى العظيم بكافة أطيافه شبابا وشيوخا ونساء وبمسلميه ومسيحييه الذى خرج عن بكرة أبيه يوم الاستفتاء ليعبر عن رأيه ويصنع مستقبله بغض النظر عن رأيه بنعم أولا

2 – الشعب المصرى الذى اصطف طوابير طويله جدا أمام لجان الاقتراع نساء ورجالا من دون ضجر أو قلق أو تعب وبحب وشغف ليصنع الديموقراطيه وليس أمام طوابير للحصول على رغيف الخبز أو أنبوبة الغاز أو فراخ الجمعية

3 – الذين قالوا لا من باب الغيره على مصلحة الوطن واستمرار الثورة سواء أخطأوا أم أصابوا وقبلوا الرأى الآخر ولم يخونوا أو يأثموا أو يؤججوا المشاعر ويصنعوا الفتنة

4 – القوات المسلحة المصرية الباسلة وقوات الشرطة والوزارة المحترمة بقيادة الدكتور عصام شرف الذين وقفوا جميعا على الحياد ولم يتدخلوا فى سير العملية الديموقراطية

5 – القضاه الشرفاء الذين صنعوا المجد بالأداء المتميز والشفافية العالية وأخرجوا استفتاء هو الأكثر شفافية ومصداقية فى تاريخ مصر

6 – كل وسائل الاعلام التى وقفت على الحياد وهى قليله ولم تقع فى فخ التوجيه أوالتضليل

أنا لست قلقا من التجييش الاعلامى والمجتمعى والدعائى الذى حدث قبل يوم الاستفتاء حتى ظهر كيوم معركه لأن ذلك يعد طبيعيا فى شعب يتحول الىالديموقراطيه بعد كبت واستبداد وفساد استمر لستة عقود

وبعدها ستكون استراحة والتقاط الأنفاس وليعلم كل مواطن أين أخطأ وفيما أصاب ويقيم ويجرب وينجح ويفشل حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود فى فجر الوطن

د محمد يوسف

أيام الثورة والتحرير



4 – أمن الثوار

منذ المعركة الكبرى فى ميدان التحرير المعروفة بمعركة الجمال والخيول الأربعاء 2 فبراير وأمن الثوار وميدان التحرير أصبحا بالغا الأهمية ففى اليوم التالى تدفق عدد كبير الى الميدان الخميس ( 3 فبراير ) وقام الثوار بتوزيع الأدوار داخل الميدان بحيث تكون هناك حراسة مشددة للمداخل التسعة للميدان

ووصلت الإجراءات المشدده ذروتها يوم الجمعة 4 فبراير عند تدفق المظاهرة المليونية التى احتشد لها الثوار من القاهرة والمحافظات وخضع الجميع للتفتيش الدقيق من قبل حماة الثورة والميدان وكان على كل ثائر أو ثائرة يدخل الميدان أن يبرز بطاقة الرقم القومى عند الدخول وكان الممنوعون من الدخول هم من يحملون كارنيهات أمنية لفروع الشرطة أو الذين لايحملون بطاقات رقم قومى من الأساس ومعظمهم من الخارجين على القانون ( البلطجية )

غير أن تفتيشا ذاتيا يجرى لكل الداخلين من الذكور والاناث بلا استسناء للبحث عن مختلف الأسلحة وكنا نستعين ببعض النساء لتفتيش السيدات والفتيات وكن يخرجن أحيانا أسلحة بيضاء وممنوعات من السيدات الخارجات عن القانون كما كان حراس الثوره يخرجون نفس الممنوعات والأسلحة من داخل ملابس بعض الرجال الخارجين على القانون

كان الهدف من دخول البلطجية ومتعاطى المخدرات لميدان التحرير هو اثارة البلبله والذعر لدى الثوار وبخاصة المعتصمين منهم واجبارهم على فض الاعتصام ومن ثم افشال الثورة

لكن مثيرى البلبلة والذعر والمندسين والمندسات على الثوار لم ينقطعوا أبدا من داخل الميدان

وأذكر أنه يوم السبت 5 فبراير ومئات الألوف تهتف بسقوط مبارك والوتيره فى الميدان واحده ( الشعب يريد اسقاط النظام ) ( مش هنمشى هو يمشى ) فإذا بسيدة ملفته بزيها وملامحها تخترق صفوف الشباب أمام المنصة الرئيسية والإذاعة الرئيسية للثورة فى الميدان وتطلب 50 شابا ليأتوا معها لمقر مجلس الوزراء لمقابلة أحمد بيه عرفت بعد الاستفسار أنه الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الذى عينه الطاغية حسنى مبارك وهى تتحدث للشباب بشغف واستماته فى الحديث لقبول هذه الدعوة وبخاصة – كما قالت - أن مطالب الثوار قد تحققت وأن الحوار ضرورى الآن لكن شباب الثورة قابلها باستهجان ورفض شديدين وكاد يفتك بها بعد أن ألحت فى هذا الحيث مايقرب من ثلاث ساعات متنقلة من مجموعة لأخرى الى أن تنبه الشباب وأصر على اخراجها من الميدان توجهت بعدها لمبنى رئاسة الوزراء القريب

ولم يهدأ المندسون فى بث الفرقة والبلبله بين الشباب الذى كان يقظا ويقوم بإخراج هذه الفئات فورا من الميدان أو تسليمهم للجيش

لم تهدأ الغارات النهارية أو الليلية من قبل البلطجية المدججين بالسيوف والأسلحة البيضاء بمعاونةالأمن الرسمى فى الهجوم من المداخل المختلفة للميدان على الثوار وكان الأبطال من الثوار يواجهونهم بصدور عارية وأحيانا بالطوب وربما بالعصى وفى النهاية يقومون بدحرهم خارج مداخل الميدان بمعاونةالمدد الثورى الذى يأتيهم من وسط الميدان

أقام الثوار المتاريس فى كل المداخل المؤدية للميدان وأحيانا كانت المتاريس على أكثر من خط فى مدخل الميدان والشباب يقيمون أكثر من حاجز للتفتيش وكان أكثر هذه الحواجز وأكثر هذه المتاريس فى مدخل ميدان الشهيد عبد المنعم رياض المتسع والذى ظل البلطجيه من فوق كوبرى 6 أكتوبر المقابل للميدان يتحرشون بالثوار ويلقون عليهم الزجاجات الحارقه والطوب وأيضا الألفاظ النابية السوقية وكانت قناصة الشرطه حتى يوم الأحد 6 فبراير لازالت متواجده على سطح فندق رمسيس هيلتون المقابل لميدان الشهيد عبد المنعم رياض الذى كان نقطة الهجوم من قبل البلطجية ونقطة الضعف فى الميدان بالنسبة للثوار

والى اللقاء مع الحلقة الخامسة (حماة الثورة ) د محمد يوسف

الاثنين، أغسطس ٢٣، ٢٠١٠

ظلام غزة وظلام مصر


ظلام غزة وظلام مصر

يزهلك المشهد حين تطلع على مايجرى فى غزة ومصر , هناك ظلام دامس فى غزة بسبب انقطاع الكهرباء لتوقف امداد المحطه الرئيسية بالوقود القادم من المعابر التى يسيطر عليها الكيان الصهيونى ولكننا فى مصر نعيش فى ظلام حالك لساعات طويله ليس فى مدينة واحده أو قرى متعدده أو حتى بعض المحافظات ولكن فى جميع أنحاء القطر حيث ينقطع التيار الكهربائى لمدد طويله
ولكن الغريب فى المشهد المأساوى الذى تعيشه مصر هو أن السبب فى انقطاع هذا التيار فى مصر هو نفس السبب فى غزة لقلة الوقود المستخدم فى تشغيل محطات الكهرباء العملاقه فى طول مصر وعرضها
وعلى مايبدوا فقد دارت الدوائر والنظام المصرى الذى يحاصر غزه ويمنع عنها الوقود والطعام ومستلزمات الحياه هو نفسه يعانى من نقص شديد فى هذا الوقود من غير أن يكون هناك حصارا مفروضا على مصر المحروسه
تعالوا معا نحلل ونفسر ماجرى لأن ماجرى سيسجله التاريخ كأحد أهم إنجازات العار فى سجل النظام المصرى
1 – تصدر الحكومه المصريه للكيان الصهيونى الغاز المصرى بأبخس الأثمان ( أقل من 2 دولار للوحده الحراريه ) وأسعاره العالميه تتجاوز العشر دولارات
2 – يقوم الكيان الصهيونى الغاصب باستيراد الغاز المصرى وتصنيعه وادخاله كوقود لتشغيل محطات الكهرباء فى الكيان الغاصب ومن المعروف أن العدو الصهيونى ينتج 20 % من احتياجاته من الكهرباء عن طريق الغاز , ومعظم هذا الغاز يستورده من مصر
3 – يقوم الكيان الصهيونى بمنع وصول الغاز والوقود المشغل لمحطة كهرباء غزة عن طريق المعابر لتضييق الحصار على الشعب الفلسطينى فى غزة التى تغرق فى ظلام دامس وتتوقف المصانع والمستشفيات وأجهزة التهويه ومحطات الصرف الصحى ومحطات المياه ( يستورده من مصر ليمنعه عن غزة)
5 – وبسبب تصدير الغاز للكيان الصهيونى يحدث نقص شديد فيه ولاتستطيع وزارة البترول المصريه أن تفى بحاجة محطات الكهرباء المصريه التى تعمل بالغاز فتتوقف الكثير منها وتغرق مصر كلها فى ظلام دامس لعدة ساعات وتتوقف فيها محطات الصرف الصحى والمياه ويحدث نقص شديد فى مياه الشرب
6 – أكد نواب الشعب من الاخوان المسلمين أكثر من مره وعلى رأسهم النائب أشرف بدر الدين عضو لجنة الخطه والموازنه بأن مصر لايمكنها تصدير الغاز لأنه لايوجد فائض فيه وأن احتياطى الغاز سينتهى بحلول 2015 وأن احتياطى البترول المصرى سينتهى بحلول 2025 وهى مده قليله جدا لنفاذ هذا الوقود الحيوى ومن ثم من الواجب التوقف عن تصدير الغاز والبترول وتوفيرهما للاستهلاك المحلى
7 – تواترت أنباء لو صحت لكانت فضيحه مدويه بكل المقاييس وهو أن وزارة البترول المصريه تتفاوض مع الكيان الصهيونى لاستيراد الغاز المصرى مرة أخرى الذى كان قد صدرته للكيان وبأثمان باهظه لسد العجز الكبير فى امدادات الغاز لمحطات الكهرباء المصريه ( كشفت مصادر بوزارة البترول المصرية عن أزمة تهز الحكومة حاليا وتتعلق باتجاه الوزارة إلى إعادة شراء نحو 1.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سبق أن صدرته لـ(إسرائيل).وذكرت المصادر أن مصر ستضطر لشراء نصف الحصة التي تعاقدت (إسرائيل) على شرائها من مصر بالأسعار العالمية والتي لن تقل عن 10.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، في حين أن (إسرائيل) تستوردها بسعر يتراوح من 0.7 إلى 1.25 دولار (أي بأقل من تكلفة إنتاجها البالغة 2.8 دولار).
وذكرت مصادر صحفيه إن ذلك يعني أن مصر ستدفع لـ(إسرائيل) نحو 14 مليار دولار ، في حين تحصل (إسرائيل) على تلك الكمية من مصر بنحو 2 مليار دولار، أي أن مكسب (إسرائيل) في نصف الكمية يتعدى 12 مليار دولاروأوضحت المصادر أن وزارة البترول ستتقدم رسميًا خلال هذا الأسبوع بطلب الشراء للجانب الإسرائيلي للموافقة عليه، فيما تتوقع أن ترفض (إسرائيل) الطلب أو أن يبالغ في سعر البيع)
8 – من المعروف أن محطات الكهرباء فى مصر يتم تشغيلها بالمازوت والوقود الصناعى والغاز ,والأول والثانى نستوردهما أما الثالث فننتجه ثم نصدره للكيان الصهيونى ثم هكذا تحاول الحكومه المصريه استعادته مره أخرى لسد العجز
9 – هناك حلول ظهرت لمشكلة انقطاع التيار الكهربى فى غزة بسبب نقص الوقود حيث قامت الحكومه الفلسطينيه فى غزة بالتغلب على الحصار الصهيونى والحصار الذى تفرضه وزارة مالية رام الله باستقطاع مبالغ من رواتب الموظفين الكبار فى غزة لدفعها مباشرة للشركه التى تجلب الوقود ولكن على مايبدوا أنها فى مصر عصية على الحل حيث لازال النزاع قائما بين وزارتى الكهرباء والبترول فى مصر لتوفير الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء
الظلام فى غزة سببه المحتل الصهيونى وحكومة عباس فى رام الله ,والظلام فى مصر سببه المحتل الصهيونى أيضا الذى خضع له النظام المصرى فى امداده بالغاز
الظلام فى غزه يشع نورا وصمودا وعزة وبطوله والظلام فى مصر يشع فسادا واستبدادا وظلما
د محمد يوسف



كتبهاد محمد يوسف، في 30 November -0001 00:00 AM---------------------------------------------

الأحد، أغسطس ٠٨، ٢٠١٠

تجربتى مع توقيعات مطالب التغيير


تجربتى مع توقيعات مطالب التغيير

لم يدر بخلدى الكم الهائل من الحراك المجتمعى الذى أظهرته حملة القوى الوطنيه وفى القلب منها الاخوان المسلمون على التوقيعات على مطالب التغيير السبعة المعروفه والتى تتمحور حول الغاء حالة الطوارئ وضمانات لانتخابات حره نزيهه مع تكافؤ الفرص لكافة المرشحين وضرورة تصويت الجاليات المصريه فى الخارج وتعديل بعض مواد الدستور
وكانت هناك مفارقات وعجائب وطرائف وأيضا مفاجآت
لكن الدرس الذى لايمكن أن نغفله أنها أحدثت حراكا هائلا وغير مسبوق فى المجتمع بطريقة هادئه وعمليه
وأحكى لكم تجربتى بعد أن نجحت – بفضل الله – فى تسجيل مايقرب من مائتى اسم حتى الآن :
1 – معظم المصريين وبخاصة النساء لايحملون بطاقة الرقم القومى فى جيوبهم وعلى مايبدوا أنهم لايحملون هذه البطاقه الا عتد السفر أو قضاء بعد المصالح وهذا عطل كثيرا من التوقيعات
2 – لايوجد مواطن أم مواطنه ممن حدثتهم عن هذه المطالب الا ووافق على هذه المطالب مؤكدا حرصه على تنفيذها وحرصه على المشاركه فى حملة التوقيعات ولكن وقعت مفارقات بين التوجس والخوف والجرأه فى مسألة التوقيع
3 – عندما قرأت إحدى الأمهات المترددات على العياده المطالب السبعة تحمست بشده لها واعتذرت لعدم وجود بطاقة الرقم القومى معها ولكنها وقعت باسمها بحماس شديد فى الاستماره الورقيه التى بها المطالب السبعة وقالت أنها عندما تصل منزلها ستتصل على الفور وتبلغ رقمها القومى لى , وانتظرتها طويلا لكنها لم تتصل فقلت لعل معوقا عائليا حال دون ذلك , وفى الاستشاره على طفلها بعد 4 أيام من الكشف لم تفتح معى الموضوع ولم أفاتحها فى الموضوع لكى لاتحرج منى لو سألتها عن سر هذا الفتور بعد الحماس الكبير وخرجت ولم نتكلم فى الموضوع ولكن بعد دقائق معدوده قالت لى مساعدتى فى العياده أن هذه السيده اتصلت بها وأبلغتها برقمها القومى وعندما سألتها عن اسمها بالكامل قالت لها أنها وقعت باسمها أمام الدكتور ولم يبق سوى الرقم القومى , وكان لهذا الموقف دلاله كبيره على طيبة مشاعر المصريين والمصريات وأنها ربما بعد محاولات أقنعت زوجها أو المحيطين بها بضرورة الاستجابه لهذه المطالب
4 – فوجئت من صيدلى طيب رقيق القلب له باع كبيره فى عمل الخير وهو يرفض بشده التوقيع على المطالب خوفا وتوجسا وعندما حاورته فى ضرورة العمل الايجابى للتغيير لأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وافقنى على ذلك وقال : أنا خائف فقلت له أن التوقيع إلكترونى وسوف يتوه اسمك بين عشرات الآلاف من التوقيعات رد قائلا: ولكنه سيكنون مكتوبا على النت
5 – بقدر ماصدمنى مفاجأة الصيدلى فى رفضه التوقيع ليس لرفض المطالب ولكن الخوف الأمنى بقدر ماأدهشنى التجاوب الرائع من بسطاء الناس من جيرانى وأقاربى مع حملة التوقيعات ووافق العشرات على كتابة اسمائهم مع الرقم القومى فى تسابق محموم لبلوغ أكبر عدد ممكن من التوقيعات بل الغريب أن بعضا من هؤلاء البسطاء جند نفسه لتجميع أكبر عدد ممكن من الأسماء وأرقامهم القوميه
6 – من الطرائف أن عاملا بالمستشفى التى أعمل بها طلبت منه التوقيع على المطالب بعد أن قرأها فبادر على الفور بالتوقيع بالرقم القومى ثم بادر بالقول بأن بإمكانه أن يجمع لى عددا لابأس به من الناس فشجعته على ذلك وفى نفس اليوم ليلا فاجأنى بجمعه لعشر بطاقات من أقاربه للتوقيع فأردت أن أطمئن على أنه أبلغهم بالمطالب السبعة أو حتى بعضها فقال : لا لقد طلبت منهم هذه البطاقات على أساس تسجيل أسمائهم من أجل شنطة رمضان فبادروا على الفور بإعطائى هذه البطاقات , فضحكت , وقلت له لن أسجلهم الا اذا عدت اليهم وأخبرتهم ببساطه أنها للتوقيع من أجل مطالبة الحكومه بانتخابات حره نزيهه , ففعل
7 – إحدى جاراتى استجابت بصعوبه شديده هى وزوجها وأولادها الأربعة لما طلبته منهم من ضرورة التوقيع وبررت جارتىعدم الاستجابه السريعه بالخوف على مستقبل الأولاد فكان ردى عليها سريعا بأن هذه التوقيعات من أجل مستقبل الأولاد وبعد حوار مطول طلبت منى الانتظار للتفكير ثم أرسلت لى الأسماء بالرقم القومى ولكنى عند تسجيلها وجدت أن الأرقام مع كل الأسماء 11 رقما فقط ناسيه أو متعمده لازالة 3 أرقام من البسار وعندما أرسلت لها فى طلب استكمال الأرقام ماطلت لكن حظها العاثرأن التسجيل على الموقع قبل الأسماء بالأرقام السبعه اليمنى
8 – بادرت إحدى الأمهات المترددات على العياده بالتوقيع على المطالب ولم يعجبها أو يثير انتباهها فى هذه المطالب سوى المطلب الخامس الذى يتحدث عن ضرورة تصويت المصريين فى الخارج فى السفارات والقنصليات المصريه وقالت أنها وزوجها فى سفر دائم للسعوديه وهى محرومه من حق التصويت فى الانتخابات ولم تصوت مطلقا بسبب وجودها بالخارج أثناء الانتخابات
9 – فى المستشفى التى أعمل بها وقع العديد من الأطباء والطبيبات والممرضات على مطالب التغيير ولكن لفت نظرى أن إحدى الطبيبات وقعت باسمها على الاستماره الورقيه وقالت أذهب للسكن لاحضار بطاقة الرقم القومى ولكنها عادت فاتره وأجلت استكمال توقيعها وربطت ذلك بتعيين شقيق خطيبها فى وظيفة نائب مقيم بكلية الطب
10 – أحد الجيران مع عائلته أخذ يفكر ويفكر بعد عرض الأمر عليه وكلما أرسلت له رساله للرد أبلغنى بأنه لازال يفكر ويفكر وبعد مخاض عسير أرسل لى توقيعه مع العائله كلها دون استثناء
11 – تحدثت مع مجموعه من البسطاء ببساطه عن المطالب السبعه فقالت لى أحد السيدات المسنات والتى على مايبدوا لم تفهم ماقلته بالضبط , مهما فعلت فلن أعطى صوتى للنائب ( فلان ) وهو نائب الحزب الوطنى بالدائره فقلت لها أنا لست مع النائب فلان بل ضده هو وحزبه فقالت لى بشغف اذن خذ اسمى وبطاقتى وافعل ماشئت وأعطتنى البطاقه
12 –جاءنى خبرأن سيده هى رئيسة العمل بأحد المعاهد الأزهريه ( شيخه المعهد) كان مشهورا عنها التوجس الرهيب من الأمن ولكنها فاجأت الجميع عند طلب التوقيع منها على المطالب السبعه , بتوقيعها على الفور دون تردد أو توجس والغريب فى الأمر أن أحد المشايخ العاملين بالمعهد عارض تصرفها بشده ولامها بعنف على موقفها مذكرا اياها بأنها ستضر بموقف المعهد وأن الأمن سيأتى لها وستحدث مشكله كبيره مع الأمن والاداره ولكن المفجأه المذهله أنها عنفته وقالت له الى متى ستظل جبانا؟
الأيام حبلى تنبئ بمفاجات ومتغيرات فى المجتمع تمهيدا للتغير القادم لامحاله , هذا مالمسته من الحراك المجتمعى الذى أحدثته حملة التوقيعات على مطالب الاصلاح
ولكى ننجح فى جمع أكبر قدر ممكن من التوقيعات والذى فى ظنى من الممكن أن يصل للملايين , أنصح بالآتى:
1 – تبسيط الحديث عن المطالب السبعة التى تتمحور حول اجراء انتخابات حره نزيهه لكى يختار الشعب ممثليه الحقيقيين الذين على أيديهم يتم التغيير وبخاصه فى الحديث مع بسطاء الناس
2 – حملة طرق أبواب على الأقارب أولا ثم الجيران ثانيا ثم عامة الناس ثالثا مع الاستماره الورقيه مكتوبا بها مطالب التغيير ثم فى الأسفل الاسم والرقم القومى فقط
3 – توظيف المتحمسين من عامة الناس لجمع التوقيعات وبخاصه فى محيط الأقارب والجيران
4 – التركيز على رب الأسره الذى بدوره يأتى بتوقيعات العائله كلها
5 – عدم القلق من التوجس والخوف فى البدايه أو السلبيه فسينتهى الأمر بالتوقيع مع الحوار والالحاح
6 – المرور على الناس بالاستماره موقعا عليها عدد من المواطنين العاديين فهى بدورها تشجع الآخرين على التوقيع
7 – فى حالة فقدان البطاقه يمكن الحصول على الرقم القومى من شهادة الميلاد
8 – العمل الدؤوب المستمر بلا كلل أو ملل مع استهداف الوصول لكل شرائح المجتمع
إن دوام الحال من المحال والتغيير قادم لامحاله وتلك سنة الله فى الكون ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
د محمد يوسف

الأحد، يونيو ٢٠، ٢٠١٠

بين هيلين توماس والسيد عباس



من المفاجآت المروعه والمتزامنه فى زمن الانبطاح العربى والفلسطينى أن تجد من هم من العرب والمسلمين يدافعون عن الكيان الصهيونى وحقه فى فلسطين , ومن هم من غير العرب والمسلمين يدافعون عن حق الفلسطينيين فى أرضهم وفك الحصار عن غزة

ظهر ذلك جليا منذ أسبوعين حين روت دماء شهداء الحريه من المسلمين الأتراك ومعهم أحرار العالم من عرب وعجم ومن مسلمين وغير مسلمين , روت هذه الدماء شجرة الحريه لأهل فلسطين وغزه فى وقت تقاعس العرب والمسلمون عن هذا الواجب

لكن آخر المصائب فى هذا الطرح العجيب هو تزامن تصريحات السيد محمود عباس ( أبو مازن ) الرئيس الفلسطينى المنتهية ولايته أثناء زيارته لواشنطن ولقائه أوباما مع تصريحات السيده هيلين توماس كبيرة مراسلى البيت الأبيض

قال عباس أثناء لقائه مع ممثلى الجاليه اليهوديه فى أمريكا ( أيباك ) والمعروف باللوبى الصهيونى ذى الـتأثير الكبير : أنا لا ولن أتجاهل حق الشعب اليهودى فى العيش على أرض اسرائيل

لاحظ معى مقولة عباس وهو يعترف أولا بحق الشعب اليهودى وهو اعتراف منه بيهودية الكيان الصهيونى الذى يطالب بها الكيان وكان عباس يرفض الاعتراف بيهودية الدوله الصهيونية , وثانيا أن الرجل لم يقل حق الشعب اليهودى فى العيش على أرض فلسطين بل قال فى العيش على أرض اسرائيل

أى أنه ألغى أرض فلسطين وأصبح يتسول الدوله الفلسطينية على أرض اسرائيل

عباس ( المعتدل ) والمدعوم من دول الاعتدال العربى ( مصر – السعوديه – الأردن – الإمارات ) قرر شطب فلسطين واستبدالها بأرض اسرائيل

لكن المذهل فىالموضوع أن هذه التصريحات تزامنت مع تصريحات أدلت بها كبيرة مراسلى البيت الأبيض السيده هيلين توماس ( 90 عاما ) والتى تعاملت مع 10 رؤساء أمريكيين أولهم جون كنيدى فى ستينيات القرن الماضى وآخرهم أوباما الرئيس الحالى

قالت السيده هيلين أن اسرائيل أجرمت بقتل المتضامنين الدوليين على أسطول الحريه وعلى الاسرائيليين أن يعودوا الى بلادهم الأصليه فى بولندا وألمانيا والولايات المتحده الأمريكيه وباقى البلدان التى كانوا يعيشون فيها ويتركوا فلسطين للفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين

قامت الدنيا ولم تقعد على السيده هيلين فى الولايات المتحده الأمريكيه وشن اللوبى الصهيونى عليها حملة شنعاء واصفا اياها بالعدوانيه ومعاداة الساميه وشن البيت الأبيض عليها هجوما غير مسبوق حيث قال المتحدث باسمه أن تصريحات السيده توماس تستحق التوبيخ والعقاب

اضطرت السيده توماس وسط هذه الحمله الضاريه أن تقدم استقالتها بعد أكثر من 40 عاما من أداء وظيفتها على أكمل وجه فى البيت الأبيض والملفت أن الشعب الأمريكى تعاطف معها ورفض خروجها من البيت الأبيض ففى الاستفتاء الذى فامت به صحيفة الواشنطن بوست الأمريكيه رفض 81 % من الأمريكيين خروجها من البيت الأبيض بينما أيد خروجها 18% فقط , 1% لارأى لهم

أنا لاأعرف ان كانت دول الاعتدال العربى أو الشعب الفلسطينى أو حركة فتح سيطلبون من عباس التراجع عن هذه التصريحات ولكنى متأكد أن أيا منها لن يضغط لكى يقدم عباس استقالته

ودليلى على ذلك التصريحات الأخيره للسيد كوشنير وزير الخارجيه الفرنسى الذى قدم اقتراحا بالنيابة عن الاتحاد الأوروبى فحواه أن الاتحاد الأوروبى مستعد لمراقبة السفن الآتيه لغزه عن طريق البحر ومعبر رفح البرى بين مصر وغزة للتأكد من خلو البضائع الداخله الى غزة من الأسلحة فوافقت حماس على هذا الاقتراح لكن كوشنير تراجع عن هذه المهمه قائلا أن العدو الصهيونى رفض قيام الاتحاد الأوروبى بمراقبة السفن القادمه لغزة وأن السلطات فى مصر رفضت اقتراح مراقبة معبر رفح حتى لايكون هناك تعامل بين الاتحاد الأوروبى وحماس

دول الاعتدال العربى ومعهم السيد عباس تتسابق على رضاء الكيان الصهيونى بينما أحرار العالم مسلمين وغير مسلمين يتسابقون على الدفاع عن القضية الفلسطينية ومهاجمة العدو الصهيونى

أين حمرة الخجل ؟

د محمد يوسف

الثلاثاء، أبريل ٢٠، ٢٠١٠

على من نطلق الرصاص؟






على من نطلق الرصاص ؟
التصريحات المجنونه التى أدلى بها عضوا الحزب الوطنى الحاكم فى مجلس الشعب نشأت القصاص وأحمد أبو عقرب وأيدهما العضو رجب هلال حميده الذى لاأعرف لأى حزب ينتمى ولالأى لون سياسى يتبع غير أنه تغير حتى أصبح نظاميا أكثر من النظام وحكوميا أكثر من الحكومة , حيث انتقد هؤلاء الأعضاء وزارة الداخلية لتساهلها مع المتظاهرين وطالبوها بإطلاق الرصاص الحى عليهم بغرض القتل بدل السحل واستعمال الهراوات وخراطيم المياه والرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع والاعتقال , هذه التصريحات لم تصدر عفويا ولابسبب زلة لسان بل مقصوده وموجهة للأسباب التالية:
1 – هذه التصريحات لم يدل بها واحد فقط ولكن ثلاثة أعضاء فى لجنه مشتركه لحقوق الانسان والدفاع والأمن القومى وهذا عدد كبير لجلسه من جلسات المجلس ويبدو التنسيق واضح بينهم

على من نطلق الرصاص ؟
التصريحات المجنونه التى أدلى بها عضوا الحزب الوطنى الحاكم فى مجلس الشعب نشأت القصاص وأحمد أبو عقرب وأيدهما العضو رجب هلال حميده الذى لاأعرف لأى حزب ينتمى ولالأى لون سياسى يتبع غير أنه تغير حتى أصبح نظاميا أكثر من النظام وحكوميا أكثر من الحكومة , حيث انتقد هؤلاء الأعضاء وزارة الداخلية لتساهلها مع المتظاهرين وطالبوها بإطلاق الرصاص الحى عليهم بغرض القتل بدل السحل واستعمال الهراوات وخراطيم المياه والرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع والاعتقال , هذه التصريحات لم تصدر عفويا ولابسبب زلة لسان بل مقصوده وموجهة للأسباب التالية:
1 – هذه التصريحات لم يدل بها واحد فقط ولكن ثلاثة أعضاء فى لجنه مشتركه لحقوق الانسان والدفاع والأمن القومى وهذا عدد كبير لجلسه من جلسات المجلس ويبدو التنسيق واضح بينهم
2 – اصرار العضو نشأت القصاص على تصريحاته فى اليوم النالى ببرنامج العاشرة مساء لكنه حرف التصريحات ليقول أنه طالب باستعمال الرصاص الحى ضد الخارجين على القانون من المتظاهرين وحتى هذه تعد خطأ قانونيا لأن قواعد استعمال الرصاص الحى من قبل الأمن لها أصولها فى القانون وليس كل خارج على القانون يطلق عليه الرصاص
3 – اللواء حامد راشد مساعد وزير الداخلية والذى يحضر جلسات مجلس الشعب بصورة دائمه مكان الوزير هو نفسه أشار لذلك فى جلسة الأحد 18 – 4 – 2010 حين قال أن القانون يخول لقوات الأمن استعمال الرصاص الحى ضد المتظاهرين اذا تعرضوا للإعتداء
4 – اليأس والاحباط اللذان أصابا النظام ووزارة الداخلية جراء تصاعد الحركات الاحتجاجية السياسية والاجتماعية والفئوية والفشل الذريع فى وقفها , برغم القمع المفرط فى استخدام القوة وهذا ماجعل النظام يفكر فى وسائل أخرى أكثر قمعا وصرامة وهى اطلاق الرصاص الحى لغرض الاصابة المباشرة أو القتل
5 – الفتره الحساسة التى تمر بها البلاد هذه الأيام من قرب الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتفكير النظام فى نقل هادئ للسلطه حسب السيناريوهات المطروحة
6 – حتى الآن لم تستنكر وزارة الداخلية التصريحات التى أدلى بها الأعضاء ولم تنأ بنفسها عن الدخول فى معترك اطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين وهذا يعد تأييدا مبطنا لتصريحات النواب
إن توالى هذه الأحداث على مصر لدليل آخر على أن المرحلة التى نعيشها الآن هى مرحلة حساسة وفاصلة فى تاريخ مصر وأن ثمة تغييرا قادما لامحالة حتى لو اختلفنا على طبيعة وطريقة هذا التغيير
أذكر أنها ليست المرة الأولى التى يطلق النظام فيها الرصاص على الجماهير بغرض القتل بل حدث ذلك فى عام 2005 فى آخر انتخابات لمجلس الشعب عندما تعرض النظام لتهديد حقيقى فى تجاوز حصة المعارضه الثلث الأمر الذى لن يمكنه من تمرير كل القوانين والتعديلات الدستوريه ليصبح مسيطرا تماما على مجريات الأمور فى مصر , وفى هذه الاحالة لم يكن هناك متظاهرين بل جماهير تريد الادلاء بصوتها حسب القانون والدستور وكانت قوات الأمن الحامية للدستور والقانون تطلق الرصاص الحى بغرض القتل لمنع المواطنين من التصويت فسقط أربعة عشر شهيدا
اذا المسألة لاتتعلق لابقانون ولابدستور ولكن تتعلق بتعرض النظام لتهديد حقيقى لأركان حكمه ساعتها سيستعمل كل السبل للحفاظ على الحكم وتوريثه أو تمريره حتى لو استعمل الرصاص الحى بغرض القتل
نتذكر الحادثة البشعة التى جرت فى فبراير 1946 حين سيرت مظاهرات عارمه كان مشعلوها طلبة الجامعة احتجاجا على الاحتلال ومطالبة بالاستقلال ساعتها أصدر اللواء عبد الرحمن عمار – وكيل وزير الداخلية ابراهيم عبد الهادى فى حكومة النقراشى - أصدر أوامره بفتح كوبرى عباس أثناء سير المظاهره عليه واطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين فسقط 25 شهيدا وأصيب المئات وترتب على هذه الحادثة سقوط حكومة النقراشى
وماأشبه الليل بالبارحة هاهو اللواء حامد راشد نيابة عن وزير الداخلية وحكومة الحزب الوطنى الحاكم يهدد باستعمال الرصاص الحى ضد المتظاهرين
فهل عدنا لعصر الاحتلال أم نحن فى احتلال فعلا ؟
إن اطلاق الرصاص على المصريين الشرفاء الذين يعشقون وطنهم جريمة بكل المقاييس ولايجب أن يمر هذا التحريض مرور الكرام لأنه يعد سابقة خطيره على الفوضى والفتنة
ويجب أن نوفر هذا الرصاص الحى والأسلحة الفتاكه لاستعمالها ليس ضد المصريين ولكن ضد العدو الصهيونى الذى هو العدو الحقيقى الذى يجب أن نوجه له الرصاص
د محمد يوسف
2 – اصرار العضو نشأت القصاص على تصريحاته فى اليوم النالى ببرنامج العاشرة مساء لكنه حرف التصريحات ليقول أنه طالب باستعمال الرصاص الحى ضد الخارجين على القانون من المتظاهرين وحتى هذه تعد خطأ قانونيا لأن قواعد استعمال الرصاص الحى من قبل الأمن لها أصولها فى القانون وليس كل خارج على القانون يطلق عليه الرصاص
3 – اللواء حامد راشد مساعد وزير الداخلية والذى يحضر جلسات مجلس الشعب بصورة دائمه مكان الوزير هو نفسه أشار لذلك فى جلسة الأحد 18 – 4 – 2010 حين قال أن القانون يخول لقوات الأمن استعمال الرصاص الحى ضد المتظاهرين اذا تعرضوا للإعتداء
4 – اليأس والاحباط اللذان أصابا النظام ووزارة الداخلية جراء تصاعد الحركات الاحتجاجية السياسية والاجتماعية والفئوية والفشل الذريع فى وقفها , برغم القمع المفرط فى استخدام القوة وهذا ماجعل النظام يفكر فى وسائل أخرى أكثر قمعا وصرامة وهى اطلاق الرصاص الحى لغرض الاصابة المباشرة أو القتل
5 – الفتره الحساسة التى تمر بها البلاد هذه الأيام من قرب الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتفكير النظام فى نقل هادئ للسلطه حسب السيناريوهات المطروحة
6 – حتى الآن لم تستنكر وزارة الداخلية التصريحات التى أدلى بها الأعضاء ولم تنأ بنفسها عن الدخول فى معترك اطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين وهذا يعد تأييدا مبطنا لتصريحات النواب
إن توالى هذه الأحداث على مصر لدليل آخر على أن المرحلة التى نعيشها الآن هى مرحلة حساسة وفاصلة فى تاريخ مصر وأن ثمة تغييرا قادما لامحالة حتى لو اختلفنا على طبيعة وطريقة هذا التغيير
أذكر أنها ليست المرة الأولى التى يطلق النظام فيها الرصاص على الجماهير بغرض القتل بل حدث ذلك فى عام 2005 فى آخر انتخابات لمجلس الشعب عندما تعرض النظام لتهديد حقيقى فى تجاوز حصة المعارضه الثلث الأمر الذى لن يمكنه من تمرير كل القوانين والتعديلات الدستوريه ليصبح مسيطرا تماما على مجريات الأمور فى مصر , وفى هذه الاحالة لم يكن هناك متظاهرين بل جماهير تريد الادلاء بصوتها حسب القانون والدستور وكانت قوات الأمن الحامية للدستور والقانون تطلق الرصاص الحى بغرض القتل لمنع المواطنين من التصويت فسقط أربعة عشر شهيدا
اذا المسألة لاتتعلق لابقانون ولابدستور ولكن تتعلق بتعرض النظام لتهديد حقيقى لأركان حكمه ساعتها سيستعمل كل السبل للحفاظ على الحكم وتوريثه أو تمريره حتى لو استعمل الرصاص الحى بغرض القتل
نتذكر الحادثة البشعة التى جرت فى فبراير 1946 حين سيرت مظاهرات عارمه كان مشعلوها طلبة الجامعة احتجاجا على الاحتلال ومطالبة بالاستقلال ساعتها أصدر اللواء عبد الرحمن عمار – وكيل وزير الداخلية ابراهيم عبد الهادى فى حكومة النقراشى - أصدر أوامره بفتح كوبرى عباس أثناء سير المظاهره عليه واطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين فسقط 25 شهيدا وأصيب المئات وترتب على هذه الحادثة سقوط حكومة النقراشى
وماأشبه الليل بالبارحة هاهو اللواء حامد راشد نيابة عن وزير الداخلية وحكومة الحزب الوطنى الحاكم يهدد باستعمال الرصاص الحى ضد المتظاهرين
فهل عدنا لعصر الاحتلال أم نحن فى احتلال فعلا ؟
إن اطلاق الرصاص على المصريين الشرفاء الذين يعشقون وطنهم جريمة بكل المقاييس ولايجب أن يمر هذا التحريض مرور الكرام لأنه يعد سابقة خطيره على الفوضى والفتنة
ويجب أن نوفر هذا الرصاص الحى والأسلحة الفتاكه لاستعمالها ليس ضد المصريين ولكن ضد العدو الصهيونى الذى هو العدو الحقيقى الذى يجب أن نوجه له الرصاص
د محمد يوسف

السبت، أبريل ١٧، ٢٠١٠

براءة الذلة


براءة الذلة
لم يدر بخلدى مطلقا أننى على موعد مع العذاب البيروقراطى حين قررت تجديد رخصة القيادة ولم أعلم أن المسألة ستكون بهذه الصعوبة البالغة التى تتطلب صبرا لاحدود له وتحمل للإيذاء لامثيل له , فقد بدأت أول الخطوات لتجديد رخصة القيادة بالتوجه الساعة التاسعة صباحا يوم الخميس 15 – 4 – 2010 لمحكمة المنزلة التى تبعد عن مقر سكنى بمدينة الكردى ب حوالى 20 كم , وبعد عناء سألت عن استخراج براءة الذمه فقيل لى الزم طابورا للوصول للكومبيوتر للكشف عن مخالفات مرورية لك وبعد عناء ووقت طويل وصلت للمبتغى حيث أعلمنى الموظف اننى لايوجد علىّ غرامات أو مخالفات وبعد أن شكرته فاجأنى بأننى لكى أحصل على براءة الذمة علىّ التوجه لمركز شرطة المنزلة خارج مدينة المنزله بمنطقة تسمى المنزلة الجديده تبعد حوالى 3 كم عن المحكمه , وبعد استغراب وسؤال استنكارى لماذا أذهب لمركز الشرطه وبراءة الذمه عندكم هنا , قال الموظف التعليمات هكذا , فحمدت الله أننى أملك سيارة سأتوجه بها مسرعا لمركز الشرطه وعند وصولى باب المركز وجدت طابورا آخر للداخلين فسألت لماذا هذا الطابور ؟ فقالوا لى لابد أن تسلم هاتفك المحمول على الباب فالهواتف المحموله ممنوع دخولها فلما تعجبت من هذا الصنيع ! سألت : ماهى المشلكه فى الدخول بالمحمول فربما أحتاجه ؟ قال الموظف تعليمات , وبعد تركى محمولى توجهت للدور الثانى حيث طابق المباحث الجنائية وعند وصولى للموظف فوجئت بطلبه منى بأن أذهب للمرور وآتى بورقة براءة الذمه وهو سيقوم بملئ البيانات , وحمدت الله أن المرور بجوار المركز بحوالى نصف كيلو فقط فأخذت محمولى وذهبت للمرور وحصلت على الورقه وعدت فتركت المحمول وصعدت للدور الثانى فى المركز وبعد كتابة البيانات فى الورق طلب منى الموظف أن أعود بعد الظهر وكانت الساعة العاشرة صباحا ولما سألته لماذا الانتظار ساعتين ونصف قال لى أن ضابط المباحث لايأتى الآن وربما لايأتى اليوم فيكون الأمر معلقا ليوم السبت , فسألته وماعلاقة ضابط المباحث بالموضوع قال لابد من توقيعه على براءة الذمة , فقلت حسنا هكذا نأخذ البراءه, فضحك الموظف ساخرا وقال لا , سأيتوجه هو بعدها للمحكمة للكشف على البراءه بالكومبيوتر ثم العودة الى هنا , فقلت له كنا هناك وكشفنا فلماذا لايعطوننا البراءة مباشرة ولاداعى لتمريرها هنا , قال تعليمات .
جلست على القهوه المقابله للمركز حيث لازال هناك ساعتين ونصف عن الموعد الذى ضربوه لى فشربت كوبا من الشاى وربع الكوب ملئ بتفل الشاى ولاأدرى لماذا ؟ وتناولت بعض القطع من البسكويت , لكننى اضطررت لمغادرة المقهى بسبب البدأ فى التخين من قبل مجموعة من المواطنين
وكانت فرصه لقراءة الورد القرآنى اليومى وأنا داخل سيارتى على الرغم من شدة الضوضاء والضجيج وبعد صلاة الظهر كانت الساعة قد ناهزت الثانية عشرة وتركت المحمول على الباب وصعدت الدور الثانى لاستلام البراءة ولكنهم قالوا لى أنا ومجموعة كبيرة من المواطنين أن الموظف لازال فى المحكمة انتظروا حتى يأتى
فانتظرنا أكثر من الساعة حتى الثانية الا ربع بعد الظهر حتى جاء الفرج ومعه الموظف فخلته سيوزع علينا براءة الذمه وأنا شغف لاستلامها ولكنه فاجأنا بأنه لابد أن يوقع المأمور على هذه الأوراق وتختم , فقلت بسيطه آخر خطوه , غاب الموظف لفتره داخل غرفة المأمور وخرج ينادى علينا كل باسمه لاستلام براءة الذمه وكل فرد ينادى عليه يقوم هذا الفرد بإعطائه خمس جنيات ظننت أنها رسوم البراءة فأردت أن أتأكد من ذلك بسؤال أحد المواطنين ولكنه عمز بعينيه ففهمت أن الأمر خارج السياق المعهود , فحمدت الله على البراءه وقلت أذهب لعلى ألحق بموظفى المرور لكن المفاجأة المدوية التى نزلت علىّ كالصاعقه وهو أن الموظف قال لنا اذهبوا للمحكمة لكى تختموا البراءة بخاتم النيابة , فعدت للمحكمه بقلب مدينة المنزله أجر أذيال الخيبه وأنا محبط وتنفست الصعداء عند وصولى للموظف المسئول عن خاتم النيابه ولكنه أذهلنى حين طلب منى التوجه لموظف الكومبيوتر مره أخرى , فابتسمت وقلت له لا لا , لقد انتهينا من كل شئ ولم يعد الا الخاتم , فضحك هو الآخر وقال أعلم, اذهبوا فقط لموظف الكومبيوتر للحصول على توقيعه فقط ,فكدت أسقط على الأرض لكن رجلا مسنا طيبا قال آتنى ببراءتك وسأقف أنا فى الطابور وأحصل على توقيع الموظف لى ولك , وفعل , وحصلنا بحمد الله على الخاتم الأخير وقررت التوجه بسرعة مره أخرى لمرور المنزله بالمنزلة الجديده فى تمام الساعة الثانية والربع لكن الموظفين بدأوا فى الرحيل فقمت بالدخول للضابط مدير المرور ورجوته بأن يأخذ البراءة منى لاستكمال الاجراءات فقال لى الخزانه أغلقت تأتى يوم السبت فلما شكوت له من الحال فقال لى من أين أنت فقلت من الكردى فقال يارجل أنت قريب جدا من المنزلة ( 20 كم ) تعالى السبت
انها براءة الذلة وليست براءة الذمه حيث البيروقراطيه والروتين الحكومى اللتان يشيب منهما الولدان وأحسب أن هناك بعدا غير الفساد والتخلف وسوء الادارة فى البلد وهذاالبعد ينتمى لنظرية المؤامره
فحواه أن يظل المواطن المصرى مشغولا ومهموما بقضاء حوائجه كعب دائر فى المصالح الحكوميه حتى لايفكر مطلقا فى أمور وطنه ولايفكر فى الاصلاح ولايوجد لديه وقت فى المشاركه السياسية والمجتمعية بجديه
فمتى نخلع الذله ولباس اليأس الى العيش بحرية وكرامه وانسانيه ؟
د محمد يوسف