الاثنين، أكتوبر ٢٢، ٢٠٠٧

لحصار غزة فوائد صحية واقتصادية

معبر رفح مغلق حتى اشعار آخر


لحصار غزة فوائد صحية

لحصار غزة فوائد صحيةكثير من المدخنين تراجعوا عن شراء السجائر في غزة غزة - أخيرا هناك من وجد في الحصار المفروض على قطاع غزة وصراع حركتي فتح وحماس فوائد ممكن أن تعود عليه رغم أنفه!."رب ضارة نافعة".. شعار طرحه بعض المدخنين في قطاع غزة بعد أن أجبرهم ارتفاع ثمن السجائر إلى أسعار خيالية في القطاع على الإقلاع عن التدخين أو التقليل منه في أحسن الأحوال.وسجلت أسعار السلع الغذائية والسجائر المستوردة في قطاع غزة ارتفاعا حادا بسبب عدم سماح إسرائيل بدخول الكمية الكافية منها للقطاع الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 1.4 مليون منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في منتصف يونيو الماضي.ويعزو تجار السجائر في غزة ارتفاع الأسعار إلى عدة أسباب بجانب قلة الكمية التي تسمح إسرائيل بدخولها قطاع غزة، منها تصدي حكومة حماس في القطاع لعمليات تهريب السجائر عبر الأنفاق بين مصر وقطاع غزة بالإضافة إلى اتهامات مواقع محسوبة على فتح لحكومة حماس في غزة بفرض ضرائب إضافية على السجائر القادمة لقطاع غزة.وكمثال على هذه الارتفاعات فقد ارتفع ثمن علبة سجائر "لاكي سترايكس" Lucky Strikes من 2.5 دولار إلى 7 دولارات تقريبا فيما تتجاوز علب سجائر أخرى مستوردة العشرة دولارات وهو أكثر بكثير مما يستطيع أهل غزه دفعه، بعد 19 شهرا من الحصار المشدد ضد قطاع غزة، إذ يعيش ثلثا مدينة غزة بأقل من دولارين في اليوم الواحد.وأرخص الأنواع هو ذاك الذي يلفه المدخن بنفسه، عبر آلة لف صغيرة يحملها بيده، وبلغ سعر السيجارة من هذا النوع شيكلا واحدا (25 سنتا).ووفقا لمركز الإحصاءات المركزي الفلسطيني فإن 34.7% من الذكور في الضفة الغربية وغزة من المدخنين، بينما يصل عدد الإناث المدخنات إلى 2.1% فقط.المدخنون يقلعونالحاج محمد أبو مصطفى أشار لإسلام أون لاين أنه امتنع عن التدخين بصورة نهائية بسبب عدم مقدرته على شراء "صندوق السجائر" الذي أصبح بسعر خيالي يفوق سعر "ربطتين خبز".أما الشاب أحمد السوافيرى فلم يستطع الامتناع نهائيا عن شرب الدخان لافتا إلى أنه خفف بنسبة 70%.وقال: "لم أستطع شراء صندوق سجائر، بل أشتري أحيانا السيجارة الواحدة، مضيفا أنه يفكر في الإقلاع عنه نهائيا إذا استمر الوضع على هذا الحال حتى يستطيع أن ينفق على عائلته".ومضى قائلا: "أنا غير مستعد لشراء صندوق سجائر ولا يوجد في البيت ربطة خبز، لم أستطع أن أشتري صندوق سجائر كاملا، بل أصبحت أشترى السيجارة الواحدة".وعلى الرغم من غلاء سعره فإن فكرة الإقلاع عنه لم تراود الحاج أمين الشيخ (57 سنة) نهائيا، حيث لم يستطع أن يقلع عن تعاطي السجائر ولكن خفف منها قائلا: "أدخن.. فكيف أقلع عنه بهذه السهولة".السجائر لتمويل حماس!عدد من أنصار حركة فتح من جانبهم اتهموا حكومة إسماعيل هنية المقالة في غزة بمضاعفة الضرائب على السجائر وتلقي 9 شواكل "2.25دولار" على كل علبة سجائر من المستوردين كضريبة للتضييق على أعضاء الحركة، لكون أعضاء حماس لا يدخنون.وأطلق نشطاء في الحركة حملات للإقلاع عن التدخين لوقف تمويل حركة حماس تحت عنوان "إذا أردتم هزيمة حماس.. أوقفوا التدخين يا فتحاويين".وجاء في أحد هذه الحملات بمواقع محسوبة على حركة فتح: "لماذا يجب أن نقلع عن التدخين؟.. حتى لا نمول مليشيات حماس لقتلنا واختطافنا، فحكومة حماس تضع ما معدله 9 شواكل ضريبة على كل علبة دخان من جميع الأنواع، وإذا كان معدل المدخنين في قطاع غزة تقريبا 250.000 مدخن، وإذا كان معدل التدخين اليومي للفرد هو 1.5 علبة فإن ذلك يعني بحسبة بسيطة أن حماس ستجني ضرائب على السجائر بقيمة 20 ألف دولار شهريا".من جانبه قال زياد الظاظا وزير الاقتصاد في حكومة هنية بأن ارتفاع سعر مثل هذه السلع أمر طبيعي في عملية العرض والطلب، نافيا أن تكون حكومة هنية ووزارة الاقتصاد قد فرضت أي رسوم جمركية إضافية على السلع والمواد التموينية أو السجائر، موضحا أن الحكومة قدمت كافة التسهيلات الممكنة للتجار لدخول جميع السلع والبضائع دون قيود.
د محمد يوسف