السبت، مايو ٠٣، ٢٠٠٨

ماذا بعد اضراب 4 مايو ؟


ماذا بعد إضراب 4 مايو؟

أجمعت القوى الوطنية المعارضة على أنها بحاجة لجبهة تدير الإضرابات وحركة المجتمع والحراك السياسى والإجتماعى الذى خيم بظلاله على الوطن فى الآونة الأخيرة وبات الجميع على قناعة بأن مرحلة جديده فى الصراع مع النظام المستبد تحلق فى الأفق.

ودخلت جماعة الإخوان المسلمين كفاعل أساسى فى إضراب 4 مايو بطلب فضيلة المرشد العام الأستاذ محمد مهدى عاكف فى بيانه الشعب المصرى التجاوب مع اضراب 4 مايو .
وكانت الجماعة شديدة الوضوح حيث أعلنت أن الإضراب سيكون بدعوة الناس لالتزام بيوتهم وعدم النزول للشارع والمظاهرات لضمان سلمية الإضراب , وأوضحت أن النظام قد صم أذنيه عن الدعوات المستمرة للإصلاح ولم تعد هناك وسائل أخرى للضغط على النظام للإستجابه .
غير أن سؤالا طرح نفسه بقوة وكان مسار جدل فى الأوساط السياسية وعلى شبكة الإنترنت ومع المحللين السياسيين , وأرى أنه سؤال مشروع ومهم وهو مالذى تغير من رفض الجماعة المشاركة فى إضراب 6 إبريل والموافقة على المشاركة فى إضراب 4 مايو ؟

وحتى نضع النقاط على الحروف , نسرد الأسباب التى دعت الجماعة لعدم المشاركة فى إضراب 6 إبريل ونرى مالذى تغير
1 – لم تدع الجماعة رسميا للمشاركة فى إضراب 6 إبريل ولم تعرف الجهة التى دعت إليه مع التأكيد على أن الإضراب حق اصيل للمطالبة بالحقوق وتأييد الجماعة لفكرة أى إضراب .
2 – لابد من توافق وطنى لكل القوى السياسية المعارضة على الإضراب وليس جهة بذاتها .
3 – لابد من وجود برنامج واضح لأى إضراب وضمانات لعدم تحوله لفوضى وتخريب.
4 – لابد من وجود رؤية واضحة لما بعد الإضراب .

بالنسبة للبند أول
- أعتقد أن الجماعة أيضا لم تدع رسميا لهذا الإضراب ولكن السؤال هل تغير شئ ؟ أقول نعم , لأن الصورة اتضحت ميما يخص الداعين للإضراب حيث أنه أصبح حالة اجتماعية مرغوب فيها من قبل الشعب بسبب تردى أحواله المعيشية والفساد والإستبداد بغض النظر عن الداعين له سواء كانو شباب الفيس بوكس أو العمال أو بعض القوى المعارضة وبات لزاما على أكبر القوى المعارضة التجاوب مع هذه الدعوة طالما هى رغبة شعبية أصيله وبخاصة أن النظام زاد فى ظلمة بتزوير الإنتخابات المحلية والأحكام العسكرية الجائرة على قيادات الإخوان .
- لاأحبذ فكرة أن الجماعة خسرت بعدم مشاركتها فى الإضراب الأول ومن ثم تداركت تصحيح الخطأ فى المشاركة فى الإضراب الثانى لأنه لو صح ذلك فهو استدراك سياسى جيد بمنظار المحللين السياسين ولاشئ فى ذلك , لكنى أجد أن الجماعة تكسب بحركة الشارع والمجتمع حتى لو لم تشارك الجماعة فى هذه الحركة لأنها عانت كثيرا من ظهورها وحدها فى المواجهة الضارية مع بطش النظام المستبد وبات من الظاهر أن المشكلة فى الإخوان والنظام وليس النظام فى مواجهة الشعب , وأظهرت الأحداث الأخيرة بوضوح أن النظام يعادى كل فئات الشعب وأن هناك قوى غير تقليدية ظهرت فى المواجهة مع النظام وهذا مكسب للمعارضة والإخوان بل إن هاجس الإقتراب من الإخوان خط أحمر بسبب بطش النظام قد تحول الى عتاب على الإخوان لعدم الإنضمام وهذا مكسب آخر للإخوان.
بالنسبة للبند الثانى
- التوافق الوطنى على الإضراب قد تحقق حيث أصبحت كل القوى الوطنية الحية فى المجتمع تتوافق على إضراب 4 مايو وان استثنينا حزبى الوفد والتجمع فلن نجد صعوبة فى تبرير عدم المشاركة لهذين الحزبين للصفقات التى عقداها مع النظام وبخاصة فى انتخابات المحليات الأخيرة .
بالنسبة للبند الثالث
- فرض الإخوان بثقلهم السياسى والإجتماعى برنامجا واضحا على إضراب 4 مايو لضمان سلميته وعدم تحوله لفوضى وتخريب كما حدث فى إضراب 6 إبريل , حيث البقاء فى البيوت من الساعة الثامنة مساءا حتى الثانية بعد الظهر وعدم الخروج فى مظاهرات أو احتجاجات واستثناء الإضراب فى المرافق الحيوية و المرضى فى المستشفيات و الطلبه فى الإمتحانات.
بالنسبة للبند الرابع
- أعتقد أنه من النتائج المهمة لإضراب 4 مايو أن تتوافق القوى الوطنية والإسلامية المعارضة على تشكيل جبهة موحدة لإدارة الصراع مع النظام وتنظيم الإضرابات وتطورها حتى تكون أكثر تأثيرا وفعالية مع الحفاظ على الطابع السلمى والإجتماعى لهذه الإضرابات والضغط السياسى على النظام لتحقيق مطالب الجماهير فى العيش بكرامة وحرية وتحسين مستوى الدخل والقضاء على الفساد والإستبداد .

إن الإحتقان الشعبى بسبب سوء الأحوال المعيشية والإنسداد السياسى يبشر بتصاعد حركات الإحتجاج السياسى والإجتماعى وأنها لن تتوقف حتى ينال الشعب حقوقة ومن الصعب بل من المستحيل أن نتنبأ بالمصير الذى سيؤول اليه الوطن فى ظل الأوضاع الراهنة الذى بات فيها النظام الحاكم يعتمد فى الحفاظ على حكمة بالقمع الأمنى ومساندة الإدارة الأمريكية والدول الأوربية له وهو رهان خاسر لأن أى نظام لايستند لإرادة شعبية فمصيره الى زوال .
د محمد يوسف