الثلاثاء، أغسطس ١٢، ٢٠٠٨

قناة العربية ومحاربة المقاومة







تهدف إلى ضرب المقاومة والإسلاميينإيران تكشف عن وجود لوبي صهيوني يدير "العربية" وتصف تغطياتها بالخبيثة
محيط : سلسلة من الانتقادات شنها المسئولون الإيرانيون على قناة "العربية" الفضائية خلال اليومين الماضيين, تراوحت بين اتهام القناة باتباع أسوب "خبيث ومغرض" في التغطيات الإخبارية, والكشف عن وجود لوبي صهيوني يدير القناة ويتحكم في تقاريرها, إلا أنه هذه الاتهامات أعادت من جديد التساؤلات حول التغطيات المنحازة لقناة العربية , وموقفها الرافض لأي حركة مقاومة في البلدان العربية والإسلامية.
ومن جانبه, قال مقرر لجنة الأمن القومي بالبرلمان الايراني كاظم جلالي:" وصلتنا معلومات مؤسفة حول وجود لوبي بهذه القناة المثيرة للجدل مع القوى الكبرى والصهاينه وتتابع أهدافهم وتمارس الانحرافات في مكاتبها ببعض البلدان".
وأضاف جلالي:" قناة العربية السعودية باتت مقراً لحياكة المؤامرات في العالم الإسلامي، وينبغي عدم توقع أكثر من ذلك من قناة استلمت جوائز وهدايا من الكيان الصهيوني, وبدلا من أن تتحول إلى مركز لإيصال المعلومات بصدق وشفافية، تبذل الجهود من أجل بث الفرقة والشقاق في العالم الإسلامي".
تقارير مضللة
واعتبر مقرر لجنة الأمن القومي الأجهزة التنفيذيه "العربية" مجرد قناة تمارس تحريف مفاهيم هامة مثل الإرهاب وتعكس صورا بحيث تبعد المسؤوليه عن الذين يمارسون النشاطات الإرهابية على صعيدي المنطقه والعالم، مشيراً إلى أنها قناه مهمتها الرئيسية ممارسة النشاطات الإعلاميه أمرًا غير مقبولاً.
وأضاف:" ليس بخاف على أحد أن هذه القناه لديها توجهات خاصه في العالم حيث أنها تتابع توجهات خاصة لبعض التيارات المتطرفه على الاصعدة الفكرية والسياسية في العالم وتتحرك بهدف إثاره الخلافات علي صعيد العالم الاسلامي", مبدياً التأييد للتعامل بحزم مع قناه العربيه "وفي حال استمرار هذه القناه بتصرفاتها المذكورة ينبغي للمسئولين اتخاذ قرار إزائها لأن اتخاذ موقف المتفرج وعدم التصدي لقناة تعمل على اثارة الخلافات ليس صحيحا".
تحركات مشبوهة
وفي نفس السياق, دعا نائب رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى سبحاني نيا وزارتي الخارجية والثقافة والارشاد الاسلامي إلى التصدي لما وصفه بـ"التحركات المشبوهة والخبيثة لقناة العربية".
وطالب نيا "العربية" بتعديل سياستها ومراجعة أساليبها الدعائية تجاه بلاده, قائلاً:" على الرغم من العلاقات الجيدة بين المسؤولين في طهران والرياض، والتي تعكس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين فإن المؤسف أن وجهات نظر متطرفة تسود مراكز مثل قناة (العربية) لا تعير أي اهتمام للمصالح والعلاقات بين البلدين".
تغطية منحازة
وليست هذه المرة الأولى التى توجه فيها انتقادات لقناة "العربية" , حيث اتهمتها مصادر لبنانية بانتهاج خطة اعلامية منحازة لفريق السلطة في الاقتتال الداخلي, الذي نشب بين المعارضة والأكثرية إبان أزمة تشكيل الحكومة, تعتمد على شن هجوم إعلامي واسع وشامل ضد حزب الله, ووصف اجراءات المعارضة في بيروت بأنه "إنقلاب مسلح ", كما ركزت في تحليلاتها على تصوير مايحدث بلبنان على أنه هجوم واعتداء على السنة ومحاولة شيعية للسيطرة عليهم ومصادرة حقوقهم.
وقالت مصادر مطلعة إن الأمير بندر بن سلطان سفير العربية السعودية السابق لدي أمريكا طلب من المشرفين على "العربية" الامتناع عن اجراء اية مقابلة مع قوى المعارضة، وحصر اللقاءات التلفزيونية بشأن تطورات احداث لبنان فقط مع تيار الموالاة ورموزهم والمحللين السياسيين اللبنانيين والسعوديين والمصريين الكويتيين وغيرهم .
وأوضحت أن القناة انصاعت في سياستها الاعلامية في تغطية احداث لبنان وكأنها قناة تابعة بشكل كامل لسعد الحريري ومنصاعة لرغبات رموز الموالاة مثل جعجع وجنبلاط, ودأبت "العربية" على اظهار انحياز كامل ضد حزب الله و تأييد لمواقف الحريري وحكومة السنيورة ، وابتعدت من حياديتها المفتعلة في نشرات الاخبار وإجراء المقابلات .
واختارت قناة "العربية" عنوانا رئيسيا واحدا لتؤطر فيها نشرات اخبارها ، واختارته عنوانا فرعيا دائما لشريط الاخبار، وهو "انقلاب حزب الله" ، كما اخذ مذيعو قناة العربية باستخدام عبارات قاسية ضد الحزب ، بل وكانوا يستدرجون ضيوفهم الى اطلاق تصريحات سياسية وإعلامية مضادة ضده.
كشف المستور
الإعلامي المعروف مهند الخطيب, قال إن عبدالرحمن الراشد مدير "العربية" منذ أن تولى مقاليد الأمور بالقناة بدأت الأمور تسير سيراً سيئاً تجاه الوقوع في براثن التحيز والبروباجندا (الدعاية), حيث أصدر قراراً بمنع نشر أخبار المقاومة العراقية, وصورر الضحايا العراقيين الذين تقتلهم القوات الأمريكية, كما عمد إلى تقديم برامج تهدف لتشويه صورة المقاومة في فلسطين بطرق استخباراتية, وعندما حاولنا معرفة الأسباب قال لنا:" إنَّ نشر أخبار المقاومة تقوي التيار الإرهابي المتطرف".
وأضاف الخطيب :" العالم العربي والإسلامي بكامله يُسمي قتلى فلسطين من الأبرياء شهداء إلا أن العربية تسميهم قتلى, مساوية في ذلك بين قتلى فلسطين والعدو الإسرائيلي, فالقناة تسير وفق أجندة خفية, وأصبحت تنطق باللسان الأمريكي, ومن يضع خططها واستراتيجيتها هو عبدالرحمن الراشد فقط, وأما العاملين جميعاً من معدين ومقدمين وغيرهم فلا يستطيعون تمرير أي شيء دون موافقته على ذلك".
وتابع:" عبدالرحمن الراشد لديه مشكلة مزمنة مع الإسلاميين, لكن مشاكله الخاصة لا يجب أن تطغى على صورة القناة ويجب أن لا تظهر على سطحها, وفي برامجها, حتى أنه تمادي في مهاجمة حركة حماس وانحاز إلى فتح في أحداث غزة.. باختصار شديد هي قناة موجهة, تتناوشها أكثر من سلطة , أمريكا وتيار المؤيدين لتدخلاتها في الشأن العربي, السعودية والكويت , وسلطة عبدالرحمن الراشد الشخصية ".
بنادق مستأجرة
أما الدكتور أحمد بن راشد بن سعيّد, أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود, فأكد أن عبد الرحمن الراشد وعدد من زملائه في قناة العربية ليسوا "سوى بنادق مستأجرة, فالراشد أنموذجا لظاهرة (الليبراليين الجدد) الذين يتسمون بالتطرف في أفكارهم, ومواقفهم السلبية من الإسلام, وولائهم للسياسة الأميركية والإسرائيلية. من أبرز سماتهم أيضا تناقضهم المخيف والتراجيدي مع أبسط مفهومات الليبرالية, وهي الحرية والتعددية والاحتفال بالتنوع".
وأضاف:" عبد الرحمن الراشد يتسم بالطرح الديماجوجي المتشنج , ففي عموده المنشور في صحيفة (الشرق الأوسط) في يوليو 2004م، كتب الراشد مقالا بعنوان (ليس جدارا عنصريا) انتقد فيه من يقولون إن هدف الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة هو التمييز العنصري ضد الفلسطينيين, لأن إسرائيل تستطيع أن تفند دعوى تهمة العنصرية بالتذكير أن أكثر من مليون من مواطنيها" في داخل إسرائيل هم فلسطينيون, ويعيشون معها نصف قرن, ويحملون هوياتها, وتدعي أن لهم نفس الحقوق الممنوحة لليهودي الإسرائيلي".
كما هااجم الراشد الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس في 27 نوفمبر 2006, واصفا إياها بالنفاق السياسي, زاعما أنها وليس إسرائيل من يتحمل المسؤولية عن القتل والدمار الذي يحدث للفلسطينيين", كما أكد الكاتب في مقاله الذي حمل عنوان (حماس تحمي إسرائيل) أن أربعمائة قتيل فلسطيني قضوا بسبب سياسة حماس التي دمرت البنية الحكومية, وجوعت الناس".
ويضيف الراشد:" إن استغرابنا ليس مسألة تشف, ونحن نرى انقلاب المفاهيم عند حماس, لكنها محطة تستوجب التوقف والتأمل والمحاسبة, أو على الأقل السخرية". ويعود الراشد للدفاع عن إسرائيل بقوله "إذا كانت حماس ستفاخر بأنها أطلقت عددا من الأسرى الفلسطينيين من خلال التفاوض عليهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، فإنه مبرر غير مقنع لأن إسرائيل كانت مستعدة من أجل توقيع هدنة معها إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين من دون الحاجة إلى خطف جنود" (لاحظ استخدام كلمة خطف بدلا من أسر).