لاتعلب بالنار ياسويرس
نجيب سويرس هو من أغنى أغنياء العالم ورجل الأعمال المصرى القبطى المعروف , لكنه غالبا مايقحم نفسه فى السياسة معتبرا نفسه معلما فى السياسة وحامى العلمانية الأول فى ديار الاسلام والمسلمين فكانت له صولات وجولات فى التحذير والتبشير, فأماالتحذير فمن الخطر الأصولى القادم الذى يهدد البلاد والعباد وأما التبشير فبتصديه لهذا الخطر من خلال مايملكه الرجل من أموال طائله يظن أنه يستطيع أن يفعل بها المعجزات .
ففجأة دون سابق انزار قرر الرجل عقد مؤتمر صحفى , ولست أدرى ماهى الصفة التى عقد بها هذا المؤتر , لو كان مؤتمرا اقتصاديا لقلنا هذا طبيعى لأنه يملك ثروة طائله يديرها وله أعمال منتشرة فى كل مكان , غير أنه عقد مؤتمرا سياسيا , وهنا أيضا السياسة ليست عملا مجرما فعلى من يرغب أن يدلى بدلوه من هذا الباب فلاشئ فى ذلك حتى لو كان لايعرف شيئا فى السياسة , لكن الملفت أن السيد سويرس خصص مؤتمره هذا للهجوم بشدة على الأصولية الاسلامية والمسيحية ولم يسلم الاخوان المسلمون من نقده اللازع حيث قال انه لن ينتظر الاخوان لكى يمنحوا المسيحيين حق الترشيح لرئاسة الحمهورية وعند هذا الأمر فمن حق أى مواطن أن ينتقد برنامج الاخوان اذا كان هذا البرنامج لم يصل الى قناعته , لكن الرجل لم يقف عند هذا الحد بل أعرب عن انزعاجه الشديد للمد الاسلامى الذى طغى على الشارع المصرى وتهكم بقوله أنه حين يسير فى الشارع يشعر أنه فى ايران لانتشار ظاهرة الحجاب وأعرب عن دهشته وتساءل هل كانت أمهاتنا كافرات ؟ وهو يقصد أنهن لم يكن يرتدين الحجاب فى السابق , ومما زاد الطين بله أن الرجل قرر التصدى لظاهرة المد الأصولى الاسلامى والمسيحى باطلاق قناتين فضائيتين جديدتين أحدهما اخبارية والأخرى لبث الأفلام السينمائية حيث أشارأن الأخيرة ستكون بعيدة عن مقص الرقيب امتدادا لقناة أو تى فى الاباحية التى أطلقها ساويرس منذ شهور وعلى مايبدوا أنه سار على قناعة بأن الأخيرة ليست كافية فى بث الاباحية فقرر دعمها بأخرى ليتنافس الثلاثة ضد القنوات الاسلامية التى تشجع على التطرف .
أنا أفهم أن تنطلق القنوات الفضائية الاسلامية لتحارب القنوات الفضائية الاباحية لكنى لاأفهم العكس والأمر يثير الفضول والعجب حين يعلن سويرس صراحة أنه يطلق هذه الفضائيات الابحاية لمواجهة المد الاسلامى والمسيحى المتطرف أى أن الرجل سيحارب التطرف الاسلامى والمسيحى بتطرف اباحى والمعقول أن يقول باعتدال اسلامى أو مسيحى . لكن يبدوا ان الرجل وصل لدرجة من الثقة أن يعلن صراحة مايريد قوله وفعله حتى لو كان خدشا لحياء الأحرار والشرفاء من أبناء الوطن وأظنه يسير على خطى قارون حين قال له قومه المؤمنون ( اذ قال له قومه لاتفرح ان الله لايحب الفرحين * وابتغى فى ماآتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك , ولاتبغ الفساد فى الأرض ان الله لايحب المفسدين *قال انما أوتيته على علم عندى ) القصص 76, 77 هكذا كان قارون وهكذا يريد سويرس أن يفسد فى الأرض حين يستعمل أمواله التى رزقه الله فى فساد وافساد المجتمع بدعوى مواجهة التطرف , والملفت أن المسألة لم تكن زلة لسان لأن الرجل مافتئ فى مناسبة أوغير مناسبة أن يطلق التصريحات التى تطعن فى الدين حيث أخذ على عاتقه مهاجمة العمليات الاستشهادية للمقاومة فى فلسطين بدعوى أنها عمليات انتحارية تضر بعملية السلام بين مصر واسرائيل ,وانتقد صعود الاخوان السياسى بوصول 88 نابا لهم للبرلمان لكن السؤال المهم الآن , باسم من يتحدث سويرس ؟ أهو باسم العلمانيين ! أو باسم المسيحيين الذى ينتمى اليهم ! أم باسم المسلمين المعتدلين! أم باسم الوطن ! أم ارتكانا لنفوذه المالى الواسع وخدمة للعدو الخارجى
ان الكلام الذى صرح به سويرس مخالف للدستور الذى نص فى مادته الثانية على أن دين الدولة الرسمى الاسلام ومبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع , وحين يعرب عن انزعاجه من انتشار الحجاب فهو يخالف هذا النص وحين يشير أنه سيواجه هذا الالتزام من قبل الشعب باغوائه عن طريق اأمواله الذى تبث الرزيلة فهو يحرض على الدستور والقانون . لست أبالى بتصرفات هذا الرجل من حيث وزنه السياسى فلاوزن له ولكنه حين يحرك امواله الطائلة ليحارب الدستور والقانون فهو يلعب بالنار وأظن أن من يلعب بالنار سيكتوى بها قبل أن يكتوى بها غيره .
وأحسب دعوته ستكون صيحة فى واد ونفخة فى رماد.
وأختم بقول ربنا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ( ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا , أولئك لهم عذاب مهين ) لقمان 6
د محمد يوسف
نجيب سويرس هو من أغنى أغنياء العالم ورجل الأعمال المصرى القبطى المعروف , لكنه غالبا مايقحم نفسه فى السياسة معتبرا نفسه معلما فى السياسة وحامى العلمانية الأول فى ديار الاسلام والمسلمين فكانت له صولات وجولات فى التحذير والتبشير, فأماالتحذير فمن الخطر الأصولى القادم الذى يهدد البلاد والعباد وأما التبشير فبتصديه لهذا الخطر من خلال مايملكه الرجل من أموال طائله يظن أنه يستطيع أن يفعل بها المعجزات .
ففجأة دون سابق انزار قرر الرجل عقد مؤتمر صحفى , ولست أدرى ماهى الصفة التى عقد بها هذا المؤتر , لو كان مؤتمرا اقتصاديا لقلنا هذا طبيعى لأنه يملك ثروة طائله يديرها وله أعمال منتشرة فى كل مكان , غير أنه عقد مؤتمرا سياسيا , وهنا أيضا السياسة ليست عملا مجرما فعلى من يرغب أن يدلى بدلوه من هذا الباب فلاشئ فى ذلك حتى لو كان لايعرف شيئا فى السياسة , لكن الملفت أن السيد سويرس خصص مؤتمره هذا للهجوم بشدة على الأصولية الاسلامية والمسيحية ولم يسلم الاخوان المسلمون من نقده اللازع حيث قال انه لن ينتظر الاخوان لكى يمنحوا المسيحيين حق الترشيح لرئاسة الحمهورية وعند هذا الأمر فمن حق أى مواطن أن ينتقد برنامج الاخوان اذا كان هذا البرنامج لم يصل الى قناعته , لكن الرجل لم يقف عند هذا الحد بل أعرب عن انزعاجه الشديد للمد الاسلامى الذى طغى على الشارع المصرى وتهكم بقوله أنه حين يسير فى الشارع يشعر أنه فى ايران لانتشار ظاهرة الحجاب وأعرب عن دهشته وتساءل هل كانت أمهاتنا كافرات ؟ وهو يقصد أنهن لم يكن يرتدين الحجاب فى السابق , ومما زاد الطين بله أن الرجل قرر التصدى لظاهرة المد الأصولى الاسلامى والمسيحى باطلاق قناتين فضائيتين جديدتين أحدهما اخبارية والأخرى لبث الأفلام السينمائية حيث أشارأن الأخيرة ستكون بعيدة عن مقص الرقيب امتدادا لقناة أو تى فى الاباحية التى أطلقها ساويرس منذ شهور وعلى مايبدوا أنه سار على قناعة بأن الأخيرة ليست كافية فى بث الاباحية فقرر دعمها بأخرى ليتنافس الثلاثة ضد القنوات الاسلامية التى تشجع على التطرف .
أنا أفهم أن تنطلق القنوات الفضائية الاسلامية لتحارب القنوات الفضائية الاباحية لكنى لاأفهم العكس والأمر يثير الفضول والعجب حين يعلن سويرس صراحة أنه يطلق هذه الفضائيات الابحاية لمواجهة المد الاسلامى والمسيحى المتطرف أى أن الرجل سيحارب التطرف الاسلامى والمسيحى بتطرف اباحى والمعقول أن يقول باعتدال اسلامى أو مسيحى . لكن يبدوا ان الرجل وصل لدرجة من الثقة أن يعلن صراحة مايريد قوله وفعله حتى لو كان خدشا لحياء الأحرار والشرفاء من أبناء الوطن وأظنه يسير على خطى قارون حين قال له قومه المؤمنون ( اذ قال له قومه لاتفرح ان الله لايحب الفرحين * وابتغى فى ماآتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك , ولاتبغ الفساد فى الأرض ان الله لايحب المفسدين *قال انما أوتيته على علم عندى ) القصص 76, 77 هكذا كان قارون وهكذا يريد سويرس أن يفسد فى الأرض حين يستعمل أمواله التى رزقه الله فى فساد وافساد المجتمع بدعوى مواجهة التطرف , والملفت أن المسألة لم تكن زلة لسان لأن الرجل مافتئ فى مناسبة أوغير مناسبة أن يطلق التصريحات التى تطعن فى الدين حيث أخذ على عاتقه مهاجمة العمليات الاستشهادية للمقاومة فى فلسطين بدعوى أنها عمليات انتحارية تضر بعملية السلام بين مصر واسرائيل ,وانتقد صعود الاخوان السياسى بوصول 88 نابا لهم للبرلمان لكن السؤال المهم الآن , باسم من يتحدث سويرس ؟ أهو باسم العلمانيين ! أو باسم المسيحيين الذى ينتمى اليهم ! أم باسم المسلمين المعتدلين! أم باسم الوطن ! أم ارتكانا لنفوذه المالى الواسع وخدمة للعدو الخارجى
ان الكلام الذى صرح به سويرس مخالف للدستور الذى نص فى مادته الثانية على أن دين الدولة الرسمى الاسلام ومبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع , وحين يعرب عن انزعاجه من انتشار الحجاب فهو يخالف هذا النص وحين يشير أنه سيواجه هذا الالتزام من قبل الشعب باغوائه عن طريق اأمواله الذى تبث الرزيلة فهو يحرض على الدستور والقانون . لست أبالى بتصرفات هذا الرجل من حيث وزنه السياسى فلاوزن له ولكنه حين يحرك امواله الطائلة ليحارب الدستور والقانون فهو يلعب بالنار وأظن أن من يلعب بالنار سيكتوى بها قبل أن يكتوى بها غيره .
وأحسب دعوته ستكون صيحة فى واد ونفخة فى رماد.
وأختم بقول ربنا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ( ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا , أولئك لهم عذاب مهين ) لقمان 6
د محمد يوسف