حماس وزمام المبادأه
لأول مره فى تاريخ الصراع العربى الصهيونى والفلسطينى الصهيونى أن تأخذ قوى المقاومة والممانعة بزمام المبادأه فى أيديها وتجعل العدو الصهيونى يلح ويلهث وراء طلب التهدئه ويصاب بالإضطراب الشديد نتيجة لما اتخذته فصائل المقاومة فى غزة من إلغاء التهدئة التى استمرت ستة أشهر برعاية مصرية
فحين انتهى موعد هذه التهدئة فى 19 – 12 – 2008 ,أعلنت فصائل المقاومة وفى القلب منها حماس أنها لن تمدد هذه التهدئة لأن العدو لم يلتزم بشروطها وكان من أهم هذه الشروط , وقف العدوان وفك الحصار وفتح المعابر وامتداد التهدئة لاحقا للضفة الغربية المحتلة
وحين نكس العدو – كعهدنا به دائما – بهذه التعهدات قررت حماس عدم مد التهدئة بعد انتهائها
الغريب فى الأمر أن العدو الصهيونى أخذ يلهث وراء التهدئة بإعلانه المستمر - قبل انتهائها بساعات - عن رغبته فى مدها , العدو الذى يملك العدة والعتاد الهائلين والآلة العسكرية الرهيبة والباطشة والمزوده بأحدث التكنولوجيا المتطورة , والذى يملك الجيش الجرار من المقاتلين المدربين والذى يعد جيشه الرابع على مستوى العالم , هذا الجيش والقادة السياسيون للعدو طالبوا مرارا وتكرارا بمد التهدئة واستجدوها من المقاومة , وقبل انتهائها بساعات طار نائب وزير الحرب الصهيونى شاليت جلعاد للقاهرة واجتمع بالمسئولينن بها منهم عمر سليمان مدير المخابرات ليستجدى التهدئة
لايظن عاقل أن العدو يطلب التهدئة للحفاظ على الشعب الفلسطينى أو صون مقاومته بل يطلبها ويلح عليها لأنه وجد فيها مصلحتة
وإذا كانت صواريخ المقاومة عبثية كما يقول عباس أو كاريكاتورية كما يقول أبو الغيط أوأضرت بالشعب الفلسطينى كما يقول بعض الكتاب المصريين العلمانيين , فلماذا يريد العدو وقفها ؟ وهى الأداه الرئيسية للردع فى يد المقاومة الآن
لقد أحدثت حماس - عن طريق تصنيع الصواريخ المحلية وبالعمليات الإستشهادية والعمليات النوعية داخل الكيان الصهيونى - توازنا للرعب مع هذا العدو ,فهو يقتل ويشرد ويحطم الشجر ويدمر الحجر وتأتى الصواريخ والعمليات النوعية لتحدث هزة كبيرة داخل هذا الكيان القائم أساسا على نظرية الأمن ولكى يفكر ألف مرة إذا أراد الإعتداء على الفلسطينيين
أحدثت المبادرة التى اتخذتها حماس بإلغاء التهدئة رعبا داخل الكيان الصهيونى وبخاصة فى جنوب هذا الكيان
فبمجرد الإعلان عن انتهاء التهدئة – وهذا يحدث لأول مرة فى تاريخ العدو الصهيونى – فإذا بسكان مغتصبة اسديروت جنوب فلسطين المحتلة يهجرون المدينة متوجهين للشمال وأغلقت المقاهى أبوابها تحسبا للصواريخ , ومن بقى فى المدينة أصابته الصواريخ بالفزع والهلع أو إصابات مباشرة
ودليل القلق والهزة التى أصابت العدو من جراء هذه المبادرة الحمساوية أن القادة العسكريين والسياسيين قد أصابهم التخبط فى كيفية الرد على هذه الصوراريخ , فمره يقولون أنهم سيقومون بعملية كبيرة وأخرى يقولون أنهم سيردون على مطلقى الصواريخ وثالثة يقولون أنهم بصدد احتلال أراض فى شمال غزة , وآخر هذه التصريحات التى أطلقتها ليفنى فى مؤتمر أبو الغيط فى القاهرة أن الوضع فى غزة سيتغير وأنها ستزيل حكم حماس من غزة وكذلك صرح زعيم حزب الليكود الصهيونى نتنياهو
غير أن المتتبع للأحداث يتعجب من لجوء العدو ربما لأول مرة فى تاريخه لمجلس الأمن والأمم المتحده ليشكو من تصرفات المقاومة فى فلسطين , فالعنجهية ولغة القوة هما الحاكمان دائما فى سياسته بعم أمريكى ودولى
ومما ساعد على هذا التخبط هو الهزيمة القاسية أو بلغة العدو الإخفاق الذى ناله على أيدى رجال حزب الله فى لبنان فى يوليو تموز عام 2006 , والخسائر الفادحة التى منى بها العدو فى هذه الحرب ماثلة فى ذهنه ويمكن أن تتكرر فى غزو برى كبير للقطاع
إن كيانا تقوم حربا فى شماله ( أمام حزب الله ) فهيجر سكانه الشمال متوجهين للجنوب , أو تقوم حرب فى جنوبه ( أمام حماس والفصائل المقاومة ) فيهجر سكانه الجنوب متوجهين إلى الشمال لهو من الهشاشة مالم يصدقه عقل وإنه إلى زوال
هكذا أخذت المقاومة فى جنوب لبنان بزمام المبادره ولحقتها نظيرتها فى قطاع غزة
ولعل العصبية والخروج على النص اللتان أبدتهما تسيفى ليفنى فى مؤتمر أبو الغيط الأخير لخير دليل على الهزة والتخبط والتسرع الذى وقع فيه العدو بمبادأة حماس
لكن وضعا شديد الخطورة قد لاح فى الأفق ويتطلب يقظة العالم الإسلام عامة والحركة الإسلامية خاصة عما يخطط له الآن فى غزة ولعل قسم البيعة الذى تلاه لأول مرة الأستاذ عبد الفتاح دخان وهو أحد كبار الرعيل الأول لإخوان فلسطين فى مهرجان الإنطلاقه واحد وعشرين لحماس , لهو رسالة قوية للحركة الإسلامية العالمية عامة والحركة الاسلامية فى مصر خاصة وهو أن مصيرنا فى حماس مرتبط بمصيركم وجهدنا هو جهدكم وبقاؤنا من بقائكم ونصرنا هو نصركم وخزلاننا هو خزلانكم ونحن مقبلون على أيام صعبه وخطره ,إن العدو أراد إسقاط حماس سياسيا واقتصاديا عن طريق الحصار وفشل ولم يبق أمامه إلا محاولة إسقاط حماس عسكريا , فهل وصلت الرسالة ؟
د محمد يوسف
لأول مره فى تاريخ الصراع العربى الصهيونى والفلسطينى الصهيونى أن تأخذ قوى المقاومة والممانعة بزمام المبادأه فى أيديها وتجعل العدو الصهيونى يلح ويلهث وراء طلب التهدئه ويصاب بالإضطراب الشديد نتيجة لما اتخذته فصائل المقاومة فى غزة من إلغاء التهدئة التى استمرت ستة أشهر برعاية مصرية
فحين انتهى موعد هذه التهدئة فى 19 – 12 – 2008 ,أعلنت فصائل المقاومة وفى القلب منها حماس أنها لن تمدد هذه التهدئة لأن العدو لم يلتزم بشروطها وكان من أهم هذه الشروط , وقف العدوان وفك الحصار وفتح المعابر وامتداد التهدئة لاحقا للضفة الغربية المحتلة
وحين نكس العدو – كعهدنا به دائما – بهذه التعهدات قررت حماس عدم مد التهدئة بعد انتهائها
الغريب فى الأمر أن العدو الصهيونى أخذ يلهث وراء التهدئة بإعلانه المستمر - قبل انتهائها بساعات - عن رغبته فى مدها , العدو الذى يملك العدة والعتاد الهائلين والآلة العسكرية الرهيبة والباطشة والمزوده بأحدث التكنولوجيا المتطورة , والذى يملك الجيش الجرار من المقاتلين المدربين والذى يعد جيشه الرابع على مستوى العالم , هذا الجيش والقادة السياسيون للعدو طالبوا مرارا وتكرارا بمد التهدئة واستجدوها من المقاومة , وقبل انتهائها بساعات طار نائب وزير الحرب الصهيونى شاليت جلعاد للقاهرة واجتمع بالمسئولينن بها منهم عمر سليمان مدير المخابرات ليستجدى التهدئة
لايظن عاقل أن العدو يطلب التهدئة للحفاظ على الشعب الفلسطينى أو صون مقاومته بل يطلبها ويلح عليها لأنه وجد فيها مصلحتة
وإذا كانت صواريخ المقاومة عبثية كما يقول عباس أو كاريكاتورية كما يقول أبو الغيط أوأضرت بالشعب الفلسطينى كما يقول بعض الكتاب المصريين العلمانيين , فلماذا يريد العدو وقفها ؟ وهى الأداه الرئيسية للردع فى يد المقاومة الآن
لقد أحدثت حماس - عن طريق تصنيع الصواريخ المحلية وبالعمليات الإستشهادية والعمليات النوعية داخل الكيان الصهيونى - توازنا للرعب مع هذا العدو ,فهو يقتل ويشرد ويحطم الشجر ويدمر الحجر وتأتى الصواريخ والعمليات النوعية لتحدث هزة كبيرة داخل هذا الكيان القائم أساسا على نظرية الأمن ولكى يفكر ألف مرة إذا أراد الإعتداء على الفلسطينيين
أحدثت المبادرة التى اتخذتها حماس بإلغاء التهدئة رعبا داخل الكيان الصهيونى وبخاصة فى جنوب هذا الكيان
فبمجرد الإعلان عن انتهاء التهدئة – وهذا يحدث لأول مرة فى تاريخ العدو الصهيونى – فإذا بسكان مغتصبة اسديروت جنوب فلسطين المحتلة يهجرون المدينة متوجهين للشمال وأغلقت المقاهى أبوابها تحسبا للصواريخ , ومن بقى فى المدينة أصابته الصواريخ بالفزع والهلع أو إصابات مباشرة
ودليل القلق والهزة التى أصابت العدو من جراء هذه المبادرة الحمساوية أن القادة العسكريين والسياسيين قد أصابهم التخبط فى كيفية الرد على هذه الصوراريخ , فمره يقولون أنهم سيقومون بعملية كبيرة وأخرى يقولون أنهم سيردون على مطلقى الصواريخ وثالثة يقولون أنهم بصدد احتلال أراض فى شمال غزة , وآخر هذه التصريحات التى أطلقتها ليفنى فى مؤتمر أبو الغيط فى القاهرة أن الوضع فى غزة سيتغير وأنها ستزيل حكم حماس من غزة وكذلك صرح زعيم حزب الليكود الصهيونى نتنياهو
غير أن المتتبع للأحداث يتعجب من لجوء العدو ربما لأول مرة فى تاريخه لمجلس الأمن والأمم المتحده ليشكو من تصرفات المقاومة فى فلسطين , فالعنجهية ولغة القوة هما الحاكمان دائما فى سياسته بعم أمريكى ودولى
ومما ساعد على هذا التخبط هو الهزيمة القاسية أو بلغة العدو الإخفاق الذى ناله على أيدى رجال حزب الله فى لبنان فى يوليو تموز عام 2006 , والخسائر الفادحة التى منى بها العدو فى هذه الحرب ماثلة فى ذهنه ويمكن أن تتكرر فى غزو برى كبير للقطاع
إن كيانا تقوم حربا فى شماله ( أمام حزب الله ) فهيجر سكانه الشمال متوجهين للجنوب , أو تقوم حرب فى جنوبه ( أمام حماس والفصائل المقاومة ) فيهجر سكانه الجنوب متوجهين إلى الشمال لهو من الهشاشة مالم يصدقه عقل وإنه إلى زوال
هكذا أخذت المقاومة فى جنوب لبنان بزمام المبادره ولحقتها نظيرتها فى قطاع غزة
ولعل العصبية والخروج على النص اللتان أبدتهما تسيفى ليفنى فى مؤتمر أبو الغيط الأخير لخير دليل على الهزة والتخبط والتسرع الذى وقع فيه العدو بمبادأة حماس
لكن وضعا شديد الخطورة قد لاح فى الأفق ويتطلب يقظة العالم الإسلام عامة والحركة الإسلامية خاصة عما يخطط له الآن فى غزة ولعل قسم البيعة الذى تلاه لأول مرة الأستاذ عبد الفتاح دخان وهو أحد كبار الرعيل الأول لإخوان فلسطين فى مهرجان الإنطلاقه واحد وعشرين لحماس , لهو رسالة قوية للحركة الإسلامية العالمية عامة والحركة الاسلامية فى مصر خاصة وهو أن مصيرنا فى حماس مرتبط بمصيركم وجهدنا هو جهدكم وبقاؤنا من بقائكم ونصرنا هو نصركم وخزلاننا هو خزلانكم ونحن مقبلون على أيام صعبه وخطره ,إن العدو أراد إسقاط حماس سياسيا واقتصاديا عن طريق الحصار وفشل ولم يبق أمامه إلا محاولة إسقاط حماس عسكريا , فهل وصلت الرسالة ؟
د محمد يوسف