أضواء على برنامج حزب الإخوان المسلمين
منذ أن أعلنت جماعة الإخوان المسلمون عن البدأ فى عمل برنامج حزبها والجميع يترقب هذا البرنامج ومنذ الاعلان عن عرض نسخة من البرنامج فى قراءته الأولى منذ أسابيع قليلة على مجموعة من الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأى والنخب والبرنامج يثير عاصفة من الجدل فى داخل مصر وخارجها .
والبرنامج يحوى على ست أبواب ب 15 فصلا فى 108 صفحة على الأقل بالاضافة الى /
المقدمة التى تحدثت عن واقع أليم ألم بمصر من الداخل والخارج فى كافة المجالات ومن ثم كان لابد من عمل برنامج عملى واقعى قابل للتطبيق يحل كل المشاكل التى تواجه الوطن وهو ذو مرجعية اسلامية طبقا للمادة الثانية من الدستور التى تنص على ( الاسلام دين الدولة ، واللغة العربية لغتها الرسمية ، ومبادىء الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع )
وقد بدأ البرنامج بابه الأول فى الحديث عن مبادئ وتوجهات الحزب حيث فصول الأسس والمنطلقات ,أهداف البرنامج ,السياسات والإستراتيجيات , وفى بابه الثانى تحدث عن الدولة والنظام السياسى حيث فصول الدولة ,النظام السياسى ,الأمن القومى والسياسة الخارجية, وفى الباب الثالث تحدث عن التعليم والتنمية البشرية حيث فصلى التعليم والبحث العلمى , الصحة والبيئة والدواء .
أما الباب الرابع فيأتى الإقتصاد والتنمية المستدامة بفصول مرجعية التنمية المستدامة ,السياسات الإنمائية ,السياسات المساندة , وفى الباب الخامس كان الدين والمجتمع بفصليه الشئون الدينية والوحدة الوطنية ,قضايا ومشكلات المجتمع حيث تعرض فى هذاالفصل لأهم وأخطر المشكلات التى تواجه المجتمع كالفقر والبطالة, وأنهى البرنامج بابه السادس بالنهضة الثقافية بفصلى البناء الثقافى والبرنامج الإعلامى.
وعلى الرغم من كون البرنامج يحتوى على نقاط مضيئة ومتميزه عن باقى البرامج الحزبية الأخرى الا أن بعض الكتاب والنخب أثاروا عاصفة من الانتقادات للبرنامج بسبب ثلاثة من القضايا , وهى رفض البرنامج ترشح وتولى المرأة والقبطى لرئاسة الجمهورية حيث قالوا أن ذلك يتعارض مع مبدأ المواطنة الأمر الذى نفاه الإخوان وقالوا أن هذا خيار فقهى طبقا للمرجعية الإسلامية, والقضية الثالثة هى وجود هيئة كبار العلماء التى قالوا أنها ستهيمن على السلطة التشريعية وتؤسس للدولة الدينية لكن الإخوان نفوا ذلك بشدة وقالوا أن دورها استشارى ونحن هنا لاستيضاح الصورة حيث نعرض نقاط التميز فى البرنامج والقضايا التى أثارت هذا الجدل.
دروس من البرنامج
1 – وجود هيئة من كبار العلماء لايشكل أى هيمنة على السلطة التشريعية لأنها هيئة مستقلة استقلالا كاملا عن السلطة التنفيذية ومنتخبة ودورها استشارى فقط وهى نفس الهيئة التى ستنتخب شيخ الأزهر ويشكل ذلك عودة لابرازدور كبار العلماء فى الحياة المصرية.
2 – عدم ترشح أو تولى القبطى والمرأة لمنصب رئيس الجمهورية هو خيار الجماعة الفقهى وليس السياسى ومستندا للمرجعية الاسلامية للبرنامج اضافة الى أن لا القبطى ولا المرأة يتنافسان على هذا المنصب مع الوضع فى الاعتبار أن كل المناصب بعد ذلك متاحة لهما
3 - الدولة الإسلامية هي دولة مدنية بالضرورة، لأن الوظائف فيها أساس توليها الكفاءة والخبرة الفنية المتخصصة والأدوار السياسية يقوم بها مواطنون منتخبون.
4 - الأمن القومي المصري يبدأ دائما في محيطها الإقليمي والعربي والإسلامي، ولا يبدأ عند حدودها فقط.
5 - يتم توجيه التعليم والبحث العلمي لخدمة خطط الدولة للتنمية ولإنتاج ما نحتاجه واستمرار تحسينه وتطويره.
6 - البرنامج الاقتصادي مرجعيته من فلسفة وعناصر النظام الاقتصادي الإسلامي، والذي تتمثل غايته في عبادة الخالق تبارك وتعالى ومن خلال السوق الإسلامية وحرية اقتصادية مقيدة، تحكم إنتاج "الطيبات وتبدأ بالضروريات فالحاجيات فالتحسينيات وفي ظل ملكية "متعددة" تشمل الملكية العامة، وملكية القطاع العام، والملكية الخاصة (جوهر موضوع الملكية في الإسلام )
7 - أرسي الإسلام مبدأ العدالة الاجتماعيَّة والعدالة تعني تحقيق المساواة في إعطاء الحقوق والالتزام بالواجبات دون تفرقةٍ لأيِّ سببٍ من الأسباب.
8 - التَّأكيد علي عدم الفصل بين الجانب القيمي والأخلاقي وبين الفعل الإبداعي بأنواعه المختلفة وفي هذا الإطار يُطالب الحزب بحريَّة إبداع مضبوطة بأخلاقيات المجتمع وقيمه وآدابه والاعتماد في العمل الثَّقافي والإعلامي العام علي غرس وتعميق ثقافة المناعة الشخصيَّة والرقابة الذاتية للمواطن، بدلاً من ثقافة المنع والرقابة الفَوْقيَّة
9 – البرنامج لازال فى قراءته الأولى ويمكن تعديل الصياغة والمضمون ولكنه لن يشمل الثوابت وبخاصة القضايا الثلاث التى أثارها بعض الكتاب والصحفيين
10 – الوقت لم يحن بعد لتشكيل حزب للإخوان أو تطبيق هذا البرنامج بسبب حالة الإنسداد السياسى التى تعيشها البلاد وغياب أجواء الحرية التى من خلالها يتم تاهيل الشعب لتقبل الحكم بالإسلام
11 – أكد البرنامج على جاهزية الجماعة لوضع حلول لكل المشاكل التى يعانى منها الوطن ومن ثم تحويل شعار الإسلام هو الحل الى حقيقة قابلة للتطبيق
د محمد يوسف
منذ أن أعلنت جماعة الإخوان المسلمون عن البدأ فى عمل برنامج حزبها والجميع يترقب هذا البرنامج ومنذ الاعلان عن عرض نسخة من البرنامج فى قراءته الأولى منذ أسابيع قليلة على مجموعة من الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأى والنخب والبرنامج يثير عاصفة من الجدل فى داخل مصر وخارجها .
والبرنامج يحوى على ست أبواب ب 15 فصلا فى 108 صفحة على الأقل بالاضافة الى /
المقدمة التى تحدثت عن واقع أليم ألم بمصر من الداخل والخارج فى كافة المجالات ومن ثم كان لابد من عمل برنامج عملى واقعى قابل للتطبيق يحل كل المشاكل التى تواجه الوطن وهو ذو مرجعية اسلامية طبقا للمادة الثانية من الدستور التى تنص على ( الاسلام دين الدولة ، واللغة العربية لغتها الرسمية ، ومبادىء الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع )
وقد بدأ البرنامج بابه الأول فى الحديث عن مبادئ وتوجهات الحزب حيث فصول الأسس والمنطلقات ,أهداف البرنامج ,السياسات والإستراتيجيات , وفى بابه الثانى تحدث عن الدولة والنظام السياسى حيث فصول الدولة ,النظام السياسى ,الأمن القومى والسياسة الخارجية, وفى الباب الثالث تحدث عن التعليم والتنمية البشرية حيث فصلى التعليم والبحث العلمى , الصحة والبيئة والدواء .
أما الباب الرابع فيأتى الإقتصاد والتنمية المستدامة بفصول مرجعية التنمية المستدامة ,السياسات الإنمائية ,السياسات المساندة , وفى الباب الخامس كان الدين والمجتمع بفصليه الشئون الدينية والوحدة الوطنية ,قضايا ومشكلات المجتمع حيث تعرض فى هذاالفصل لأهم وأخطر المشكلات التى تواجه المجتمع كالفقر والبطالة, وأنهى البرنامج بابه السادس بالنهضة الثقافية بفصلى البناء الثقافى والبرنامج الإعلامى.
وعلى الرغم من كون البرنامج يحتوى على نقاط مضيئة ومتميزه عن باقى البرامج الحزبية الأخرى الا أن بعض الكتاب والنخب أثاروا عاصفة من الانتقادات للبرنامج بسبب ثلاثة من القضايا , وهى رفض البرنامج ترشح وتولى المرأة والقبطى لرئاسة الجمهورية حيث قالوا أن ذلك يتعارض مع مبدأ المواطنة الأمر الذى نفاه الإخوان وقالوا أن هذا خيار فقهى طبقا للمرجعية الإسلامية, والقضية الثالثة هى وجود هيئة كبار العلماء التى قالوا أنها ستهيمن على السلطة التشريعية وتؤسس للدولة الدينية لكن الإخوان نفوا ذلك بشدة وقالوا أن دورها استشارى ونحن هنا لاستيضاح الصورة حيث نعرض نقاط التميز فى البرنامج والقضايا التى أثارت هذا الجدل.
دروس من البرنامج
1 – وجود هيئة من كبار العلماء لايشكل أى هيمنة على السلطة التشريعية لأنها هيئة مستقلة استقلالا كاملا عن السلطة التنفيذية ومنتخبة ودورها استشارى فقط وهى نفس الهيئة التى ستنتخب شيخ الأزهر ويشكل ذلك عودة لابرازدور كبار العلماء فى الحياة المصرية.
2 – عدم ترشح أو تولى القبطى والمرأة لمنصب رئيس الجمهورية هو خيار الجماعة الفقهى وليس السياسى ومستندا للمرجعية الاسلامية للبرنامج اضافة الى أن لا القبطى ولا المرأة يتنافسان على هذا المنصب مع الوضع فى الاعتبار أن كل المناصب بعد ذلك متاحة لهما
3 - الدولة الإسلامية هي دولة مدنية بالضرورة، لأن الوظائف فيها أساس توليها الكفاءة والخبرة الفنية المتخصصة والأدوار السياسية يقوم بها مواطنون منتخبون.
4 - الأمن القومي المصري يبدأ دائما في محيطها الإقليمي والعربي والإسلامي، ولا يبدأ عند حدودها فقط.
5 - يتم توجيه التعليم والبحث العلمي لخدمة خطط الدولة للتنمية ولإنتاج ما نحتاجه واستمرار تحسينه وتطويره.
6 - البرنامج الاقتصادي مرجعيته من فلسفة وعناصر النظام الاقتصادي الإسلامي، والذي تتمثل غايته في عبادة الخالق تبارك وتعالى ومن خلال السوق الإسلامية وحرية اقتصادية مقيدة، تحكم إنتاج "الطيبات وتبدأ بالضروريات فالحاجيات فالتحسينيات وفي ظل ملكية "متعددة" تشمل الملكية العامة، وملكية القطاع العام، والملكية الخاصة (جوهر موضوع الملكية في الإسلام )
7 - أرسي الإسلام مبدأ العدالة الاجتماعيَّة والعدالة تعني تحقيق المساواة في إعطاء الحقوق والالتزام بالواجبات دون تفرقةٍ لأيِّ سببٍ من الأسباب.
8 - التَّأكيد علي عدم الفصل بين الجانب القيمي والأخلاقي وبين الفعل الإبداعي بأنواعه المختلفة وفي هذا الإطار يُطالب الحزب بحريَّة إبداع مضبوطة بأخلاقيات المجتمع وقيمه وآدابه والاعتماد في العمل الثَّقافي والإعلامي العام علي غرس وتعميق ثقافة المناعة الشخصيَّة والرقابة الذاتية للمواطن، بدلاً من ثقافة المنع والرقابة الفَوْقيَّة
9 – البرنامج لازال فى قراءته الأولى ويمكن تعديل الصياغة والمضمون ولكنه لن يشمل الثوابت وبخاصة القضايا الثلاث التى أثارها بعض الكتاب والصحفيين
10 – الوقت لم يحن بعد لتشكيل حزب للإخوان أو تطبيق هذا البرنامج بسبب حالة الإنسداد السياسى التى تعيشها البلاد وغياب أجواء الحرية التى من خلالها يتم تاهيل الشعب لتقبل الحكم بالإسلام
11 – أكد البرنامج على جاهزية الجماعة لوضع حلول لكل المشاكل التى يعانى منها الوطن ومن ثم تحويل شعار الإسلام هو الحل الى حقيقة قابلة للتطبيق
د محمد يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق