شبهات وردود حول الحرب على غزة
ونحن فى غزة لمشاركة اخواننا الأطباء الفلسطينيين فى علاج جرحى العدوان الصهيونى فى المستشفيات وفى الأوقات البينية للعمل كنا نشاهد قناة الأقصى الفضائية , حيث كانت طائرات استطلاع العدو لاتغادر سماء غزة وكانت تقوم بحرب نفسية خطيرة حيث بين الفينة والأخرى تخترق تردد القناة وتقوم ببث شريط فديو مكرر ضد المقاومة بالصوت والصورة وكان فحوى الشريط يتحدث عن أن خالد مشعل وقادة المقاومة فى دمشق يسكنون فى الفنادق ذات الخمس نجوم ويتركون شعبهم فى غزة تحت الموت والدمار وأحمد الجعبرى ( القائد العسكرى لغزة ) خدع الفلسطينيين وجرهم لمعركة غير محسوبه حيث هلاكهم , ومحمود الزهار قد كذب على الفلسطينيين حيث وعدهم بالنصر , واسماعيل هنية يختبئ تحت الأرض ويترك شعبه بلا حماية ومعرض للقصف والدمار
غير أننى عندما عدت إلى مصر من غزة وجدت أن الإعلام الحكومى المقروء والمرأى والمسموع وبعض الرموز الرسمية الحكومية ومعهم بعض العامة والبسطاء يرددون نفس الكلام وكأن هناك وصلة سلكية وليست لاسلكية تربطهم بالعدو الصهيونى حيث يتلقون الأوامر بترديد نفس الكلام لتشويه صورة المقاومة وضربها من باب الحرب النفسية
وهى شبهات لاتسمن ولاتغنى من جوع اللهم من باب إحباط الناس وصرفهم عن نصرة غزة تأييدا للمشروع الصهيونى فى المنطقة ولانجد عناءا فى الرد عليها وتفنيدها وهى كالآتى
الشبهة الأولى / خالد مشعل ورموز المقاومة يسكنون الفنادق فى دمشق ويتركون المجازر فى غزة
1 – خالد مشعل من ضمن اللاجئين الفلسطينيين لم يسكن الفنادق الفارهة فى دمشق بل يسكن فى منزل متواضع جدا حيث وجوده فى دمشق هو منفى إجبارى وليس باختياره حيث يعيش فى خارج الأرض المحتلة هو وستة ملايين فلسطينى فى الشتات ولايستطيع العودة لأرض الوطن
2 – إذا كان النظام المصرى يطعن من ذلك الجانب فليفتح معبر رفح للقادة واللاجئين الفلسطينيين ليدخلوا الأرض المحتلة وهذا من المستحيل على هذا النظام
3 – مشعل وقادة المقاومة ملاحقون من قبل العدو الصهيونى ومهددون بالإغتيال فى أى لحظة وقد جرت محاولة شهيرة لاغتيال خالد مشعل بالسم فى عمان بالأردن عام 1996 من قبل عملاء الموساد الصهيونى
4 – ضرورة وجود قيادات للمقاومة بالخارج لتمثل الشعب الفلسطينى فى الشتات وتشرح القضية الفلسطينية فى العالم وتجلب الدعم الدولى والشعبى لها خارج الحصار فى الأرض المحتلة
الشبهة الثانية / قادة المقاومة العسكريون والسياسيون يختبئون تحت الأرض ويتركون الشعب للمجازر فوق الأرض
1 – ليس من الحكمة أن يظهر القادة عرضة لقصف الطائرات أو الإغتيال لأن ذلك يشكل انتصارا للعدو
2 – القائد يساوى أمة بأكملها فالحفاظ عليه حفاظ على الأمة وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحافظون على النبى بصفته قائدا للأمة ويقولون له فداك أبى وأمى بل بنوا له عريشا فى غزوة بدر الكبرى بعيدا عن معترك القتال
3 – القائد هو الذى يخطط ويدير المعركة وهو على رأس القيادة والسيطرة السياسية والميدانية وفقده خسارة كبيرة قد تؤدى إلى الهزيمة العسكرية والسياسية
4 – فقدت المقاومة شهيدين هما من قيادات الصف الأول وهما الشهيد نزار ريان العالم الربانى والشهيد القائد وزير الداخلية فى الحكومة الفلسطينية سعيد صيام ولم تكن بعيدة عن الشعب فى ذلك
الشبهة الثالثة / الحرب غير متكافئة والمقاومة تسببت فى ألاف القتلى والجرحى وجرت الدمار على غزة ولايجب الحرب للحفاظ على أبنائنا فى فلسطين والدول المجاورة
1 – الذين سقطوا فى الحرب ليسوا قتلى ولكنهم شهداء أكرمهم الله بالشهادة ويحيون الآن حياة أفضل
( ولاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون , فرحين بما آتاهم الله من فضله )
وهم اصطفاء الله واختياره ( وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ) والحرب ابتلاء للمؤمنين ( أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
2 – الفلسطينيون يرزحون تحت الإحتلال ووجب عليهم القتال لإخراج العدو كما نصت الشرائع السماوية والقوانين الدولية ولايوجد شعب على وجه الأرض لم يقدم الضحايا حتى تتحرر أرضه فعلى سبيل المثال الجزائر لكى تتحرر من المستعمر الفرنسى قدمت مليون ونصف المليون شهيد وسقط منها 45 ألف شهيد فى معركة واحدة وفيتنام كى تتحرر من المحتل الأمريكى قدمت ثلاثة ملايين قتيل وان كان عدد الشهداء الفلسطينيين فى هذه الحرب ( 23 يوم ) كبير ( 1400 ) فقد سقط مثل هذا العدد فى مصر فى حادثة العبارة فى ساعة واحدة جراء الإهمال
3 – لم تقدم المفاوضات مع المحتل الصهيونى أى شئ للقضية الفلسطينية منذ اوسلو 1992 إلا المزيد من الإحتلال وهضم الحقوق والتنازلات فى حين استطاعت المقاومة فى غزة إخراج المحتل الصهيونى من داحل القطاع
الشبهة الرابعة / المقاومة أنهت التهدئة وتسببت فى الحرب بإطلاق الصواريخ
1 – يرد أردوغان رئيس الوزراء التركى والذى تحتفظ بلاده بعلاقات كبيرة مع العدو وكان وسيطا بين العدو الصهيونى وبين الفلسطينيين والسوريين حيث قال أن ( إسرائيل ) هى التى نقضت اتفاق التهدئة الذى استمر 6 أشهر ولم تفك فيها الحصار ولم تفتح المعابر للفلسطينيين بل قامت بتوغلات وإطلاق نار فى تلك المدة أسفرت عن قتل 38 فلسطينيا فى نفس الوقت لم يطلق صاروخ فلسطينى واحد على ( اسرائيل ) من قبل حماس
2 – العدو الصهيونى والصحافة الصهيونية وكل المتابعين للشأن الصهيونى يقولون أن الحرب على غزة كانت معدة سلفا منذ أكثر من عام على إندلاعها ولاعلاقة لها بالتهدئة
3 – القضية قضية محتل غاصب للأرض والمقاومة حق مشروع فى أى وقت والمشكلة فى الإحتلال وليست فى الشعب المقاوم له
الشبهة الخامسة / هى إحياء الشبهات التاريخية القديمة بحق الفلسطينيين
من أنهم هم الذين باعوا أرضهم ويستحقون ماهم فيه الآن ولاشأن لنا بهم وأن الإنقسام الفلسطينى الفلسطينى هو السبب --- الخ
والحقيقة أن الرد على ذلك مكرر ويتلخص فى أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب والمسلمين الأولى وليست قضية الفلسطينيين وحدهم وأن واجب الجهاد مقدس لتحرير هذه الأرض وأن الأكاذيب التى يروجون لها ضد الشعب الفلسطينى من باب الحرب الدعائية والهزيمة النفسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق