الأحد، يونيو ٢٠، ٢٠١٠
بين هيلين توماس والسيد عباس
من المفاجآت المروعه والمتزامنه فى زمن الانبطاح العربى والفلسطينى أن تجد من هم من العرب والمسلمين يدافعون عن الكيان الصهيونى وحقه فى فلسطين , ومن هم من غير العرب والمسلمين يدافعون عن حق الفلسطينيين فى أرضهم وفك الحصار عن غزة
ظهر ذلك جليا منذ أسبوعين حين روت دماء شهداء الحريه من المسلمين الأتراك ومعهم أحرار العالم من عرب وعجم ومن مسلمين وغير مسلمين , روت هذه الدماء شجرة الحريه لأهل فلسطين وغزه فى وقت تقاعس العرب والمسلمون عن هذا الواجب
لكن آخر المصائب فى هذا الطرح العجيب هو تزامن تصريحات السيد محمود عباس ( أبو مازن ) الرئيس الفلسطينى المنتهية ولايته أثناء زيارته لواشنطن ولقائه أوباما مع تصريحات السيده هيلين توماس كبيرة مراسلى البيت الأبيض
قال عباس أثناء لقائه مع ممثلى الجاليه اليهوديه فى أمريكا ( أيباك ) والمعروف باللوبى الصهيونى ذى الـتأثير الكبير : أنا لا ولن أتجاهل حق الشعب اليهودى فى العيش على أرض اسرائيل
لاحظ معى مقولة عباس وهو يعترف أولا بحق الشعب اليهودى وهو اعتراف منه بيهودية الكيان الصهيونى الذى يطالب بها الكيان وكان عباس يرفض الاعتراف بيهودية الدوله الصهيونية , وثانيا أن الرجل لم يقل حق الشعب اليهودى فى العيش على أرض فلسطين بل قال فى العيش على أرض اسرائيل
أى أنه ألغى أرض فلسطين وأصبح يتسول الدوله الفلسطينية على أرض اسرائيل
عباس ( المعتدل ) والمدعوم من دول الاعتدال العربى ( مصر – السعوديه – الأردن – الإمارات ) قرر شطب فلسطين واستبدالها بأرض اسرائيل
لكن المذهل فىالموضوع أن هذه التصريحات تزامنت مع تصريحات أدلت بها كبيرة مراسلى البيت الأبيض السيده هيلين توماس ( 90 عاما ) والتى تعاملت مع 10 رؤساء أمريكيين أولهم جون كنيدى فى ستينيات القرن الماضى وآخرهم أوباما الرئيس الحالى
قالت السيده هيلين أن اسرائيل أجرمت بقتل المتضامنين الدوليين على أسطول الحريه وعلى الاسرائيليين أن يعودوا الى بلادهم الأصليه فى بولندا وألمانيا والولايات المتحده الأمريكيه وباقى البلدان التى كانوا يعيشون فيها ويتركوا فلسطين للفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين
قامت الدنيا ولم تقعد على السيده هيلين فى الولايات المتحده الأمريكيه وشن اللوبى الصهيونى عليها حملة شنعاء واصفا اياها بالعدوانيه ومعاداة الساميه وشن البيت الأبيض عليها هجوما غير مسبوق حيث قال المتحدث باسمه أن تصريحات السيده توماس تستحق التوبيخ والعقاب
اضطرت السيده توماس وسط هذه الحمله الضاريه أن تقدم استقالتها بعد أكثر من 40 عاما من أداء وظيفتها على أكمل وجه فى البيت الأبيض والملفت أن الشعب الأمريكى تعاطف معها ورفض خروجها من البيت الأبيض ففى الاستفتاء الذى فامت به صحيفة الواشنطن بوست الأمريكيه رفض 81 % من الأمريكيين خروجها من البيت الأبيض بينما أيد خروجها 18% فقط , 1% لارأى لهم
أنا لاأعرف ان كانت دول الاعتدال العربى أو الشعب الفلسطينى أو حركة فتح سيطلبون من عباس التراجع عن هذه التصريحات ولكنى متأكد أن أيا منها لن يضغط لكى يقدم عباس استقالته
ودليلى على ذلك التصريحات الأخيره للسيد كوشنير وزير الخارجيه الفرنسى الذى قدم اقتراحا بالنيابة عن الاتحاد الأوروبى فحواه أن الاتحاد الأوروبى مستعد لمراقبة السفن الآتيه لغزه عن طريق البحر ومعبر رفح البرى بين مصر وغزة للتأكد من خلو البضائع الداخله الى غزة من الأسلحة فوافقت حماس على هذا الاقتراح لكن كوشنير تراجع عن هذه المهمه قائلا أن العدو الصهيونى رفض قيام الاتحاد الأوروبى بمراقبة السفن القادمه لغزة وأن السلطات فى مصر رفضت اقتراح مراقبة معبر رفح حتى لايكون هناك تعامل بين الاتحاد الأوروبى وحماس
دول الاعتدال العربى ومعهم السيد عباس تتسابق على رضاء الكيان الصهيونى بينما أحرار العالم مسلمين وغير مسلمين يتسابقون على الدفاع عن القضية الفلسطينية ومهاجمة العدو الصهيونى
أين حمرة الخجل ؟
د محمد يوسف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق