الأحد، أغسطس ٠٨، ٢٠١٠

تجربتى مع توقيعات مطالب التغيير


تجربتى مع توقيعات مطالب التغيير

لم يدر بخلدى الكم الهائل من الحراك المجتمعى الذى أظهرته حملة القوى الوطنيه وفى القلب منها الاخوان المسلمون على التوقيعات على مطالب التغيير السبعة المعروفه والتى تتمحور حول الغاء حالة الطوارئ وضمانات لانتخابات حره نزيهه مع تكافؤ الفرص لكافة المرشحين وضرورة تصويت الجاليات المصريه فى الخارج وتعديل بعض مواد الدستور
وكانت هناك مفارقات وعجائب وطرائف وأيضا مفاجآت
لكن الدرس الذى لايمكن أن نغفله أنها أحدثت حراكا هائلا وغير مسبوق فى المجتمع بطريقة هادئه وعمليه
وأحكى لكم تجربتى بعد أن نجحت – بفضل الله – فى تسجيل مايقرب من مائتى اسم حتى الآن :
1 – معظم المصريين وبخاصة النساء لايحملون بطاقة الرقم القومى فى جيوبهم وعلى مايبدوا أنهم لايحملون هذه البطاقه الا عتد السفر أو قضاء بعد المصالح وهذا عطل كثيرا من التوقيعات
2 – لايوجد مواطن أم مواطنه ممن حدثتهم عن هذه المطالب الا ووافق على هذه المطالب مؤكدا حرصه على تنفيذها وحرصه على المشاركه فى حملة التوقيعات ولكن وقعت مفارقات بين التوجس والخوف والجرأه فى مسألة التوقيع
3 – عندما قرأت إحدى الأمهات المترددات على العياده المطالب السبعة تحمست بشده لها واعتذرت لعدم وجود بطاقة الرقم القومى معها ولكنها وقعت باسمها بحماس شديد فى الاستماره الورقيه التى بها المطالب السبعة وقالت أنها عندما تصل منزلها ستتصل على الفور وتبلغ رقمها القومى لى , وانتظرتها طويلا لكنها لم تتصل فقلت لعل معوقا عائليا حال دون ذلك , وفى الاستشاره على طفلها بعد 4 أيام من الكشف لم تفتح معى الموضوع ولم أفاتحها فى الموضوع لكى لاتحرج منى لو سألتها عن سر هذا الفتور بعد الحماس الكبير وخرجت ولم نتكلم فى الموضوع ولكن بعد دقائق معدوده قالت لى مساعدتى فى العياده أن هذه السيده اتصلت بها وأبلغتها برقمها القومى وعندما سألتها عن اسمها بالكامل قالت لها أنها وقعت باسمها أمام الدكتور ولم يبق سوى الرقم القومى , وكان لهذا الموقف دلاله كبيره على طيبة مشاعر المصريين والمصريات وأنها ربما بعد محاولات أقنعت زوجها أو المحيطين بها بضرورة الاستجابه لهذه المطالب
4 – فوجئت من صيدلى طيب رقيق القلب له باع كبيره فى عمل الخير وهو يرفض بشده التوقيع على المطالب خوفا وتوجسا وعندما حاورته فى ضرورة العمل الايجابى للتغيير لأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وافقنى على ذلك وقال : أنا خائف فقلت له أن التوقيع إلكترونى وسوف يتوه اسمك بين عشرات الآلاف من التوقيعات رد قائلا: ولكنه سيكنون مكتوبا على النت
5 – بقدر ماصدمنى مفاجأة الصيدلى فى رفضه التوقيع ليس لرفض المطالب ولكن الخوف الأمنى بقدر ماأدهشنى التجاوب الرائع من بسطاء الناس من جيرانى وأقاربى مع حملة التوقيعات ووافق العشرات على كتابة اسمائهم مع الرقم القومى فى تسابق محموم لبلوغ أكبر عدد ممكن من التوقيعات بل الغريب أن بعضا من هؤلاء البسطاء جند نفسه لتجميع أكبر عدد ممكن من الأسماء وأرقامهم القوميه
6 – من الطرائف أن عاملا بالمستشفى التى أعمل بها طلبت منه التوقيع على المطالب بعد أن قرأها فبادر على الفور بالتوقيع بالرقم القومى ثم بادر بالقول بأن بإمكانه أن يجمع لى عددا لابأس به من الناس فشجعته على ذلك وفى نفس اليوم ليلا فاجأنى بجمعه لعشر بطاقات من أقاربه للتوقيع فأردت أن أطمئن على أنه أبلغهم بالمطالب السبعة أو حتى بعضها فقال : لا لقد طلبت منهم هذه البطاقات على أساس تسجيل أسمائهم من أجل شنطة رمضان فبادروا على الفور بإعطائى هذه البطاقات , فضحكت , وقلت له لن أسجلهم الا اذا عدت اليهم وأخبرتهم ببساطه أنها للتوقيع من أجل مطالبة الحكومه بانتخابات حره نزيهه , ففعل
7 – إحدى جاراتى استجابت بصعوبه شديده هى وزوجها وأولادها الأربعة لما طلبته منهم من ضرورة التوقيع وبررت جارتىعدم الاستجابه السريعه بالخوف على مستقبل الأولاد فكان ردى عليها سريعا بأن هذه التوقيعات من أجل مستقبل الأولاد وبعد حوار مطول طلبت منى الانتظار للتفكير ثم أرسلت لى الأسماء بالرقم القومى ولكنى عند تسجيلها وجدت أن الأرقام مع كل الأسماء 11 رقما فقط ناسيه أو متعمده لازالة 3 أرقام من البسار وعندما أرسلت لها فى طلب استكمال الأرقام ماطلت لكن حظها العاثرأن التسجيل على الموقع قبل الأسماء بالأرقام السبعه اليمنى
8 – بادرت إحدى الأمهات المترددات على العياده بالتوقيع على المطالب ولم يعجبها أو يثير انتباهها فى هذه المطالب سوى المطلب الخامس الذى يتحدث عن ضرورة تصويت المصريين فى الخارج فى السفارات والقنصليات المصريه وقالت أنها وزوجها فى سفر دائم للسعوديه وهى محرومه من حق التصويت فى الانتخابات ولم تصوت مطلقا بسبب وجودها بالخارج أثناء الانتخابات
9 – فى المستشفى التى أعمل بها وقع العديد من الأطباء والطبيبات والممرضات على مطالب التغيير ولكن لفت نظرى أن إحدى الطبيبات وقعت باسمها على الاستماره الورقيه وقالت أذهب للسكن لاحضار بطاقة الرقم القومى ولكنها عادت فاتره وأجلت استكمال توقيعها وربطت ذلك بتعيين شقيق خطيبها فى وظيفة نائب مقيم بكلية الطب
10 – أحد الجيران مع عائلته أخذ يفكر ويفكر بعد عرض الأمر عليه وكلما أرسلت له رساله للرد أبلغنى بأنه لازال يفكر ويفكر وبعد مخاض عسير أرسل لى توقيعه مع العائله كلها دون استثناء
11 – تحدثت مع مجموعه من البسطاء ببساطه عن المطالب السبعه فقالت لى أحد السيدات المسنات والتى على مايبدوا لم تفهم ماقلته بالضبط , مهما فعلت فلن أعطى صوتى للنائب ( فلان ) وهو نائب الحزب الوطنى بالدائره فقلت لها أنا لست مع النائب فلان بل ضده هو وحزبه فقالت لى بشغف اذن خذ اسمى وبطاقتى وافعل ماشئت وأعطتنى البطاقه
12 –جاءنى خبرأن سيده هى رئيسة العمل بأحد المعاهد الأزهريه ( شيخه المعهد) كان مشهورا عنها التوجس الرهيب من الأمن ولكنها فاجأت الجميع عند طلب التوقيع منها على المطالب السبعه , بتوقيعها على الفور دون تردد أو توجس والغريب فى الأمر أن أحد المشايخ العاملين بالمعهد عارض تصرفها بشده ولامها بعنف على موقفها مذكرا اياها بأنها ستضر بموقف المعهد وأن الأمن سيأتى لها وستحدث مشكله كبيره مع الأمن والاداره ولكن المفجأه المذهله أنها عنفته وقالت له الى متى ستظل جبانا؟
الأيام حبلى تنبئ بمفاجات ومتغيرات فى المجتمع تمهيدا للتغير القادم لامحاله , هذا مالمسته من الحراك المجتمعى الذى أحدثته حملة التوقيعات على مطالب الاصلاح
ولكى ننجح فى جمع أكبر قدر ممكن من التوقيعات والذى فى ظنى من الممكن أن يصل للملايين , أنصح بالآتى:
1 – تبسيط الحديث عن المطالب السبعة التى تتمحور حول اجراء انتخابات حره نزيهه لكى يختار الشعب ممثليه الحقيقيين الذين على أيديهم يتم التغيير وبخاصه فى الحديث مع بسطاء الناس
2 – حملة طرق أبواب على الأقارب أولا ثم الجيران ثانيا ثم عامة الناس ثالثا مع الاستماره الورقيه مكتوبا بها مطالب التغيير ثم فى الأسفل الاسم والرقم القومى فقط
3 – توظيف المتحمسين من عامة الناس لجمع التوقيعات وبخاصه فى محيط الأقارب والجيران
4 – التركيز على رب الأسره الذى بدوره يأتى بتوقيعات العائله كلها
5 – عدم القلق من التوجس والخوف فى البدايه أو السلبيه فسينتهى الأمر بالتوقيع مع الحوار والالحاح
6 – المرور على الناس بالاستماره موقعا عليها عدد من المواطنين العاديين فهى بدورها تشجع الآخرين على التوقيع
7 – فى حالة فقدان البطاقه يمكن الحصول على الرقم القومى من شهادة الميلاد
8 – العمل الدؤوب المستمر بلا كلل أو ملل مع استهداف الوصول لكل شرائح المجتمع
إن دوام الحال من المحال والتغيير قادم لامحاله وتلك سنة الله فى الكون ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
د محمد يوسف

ليست هناك تعليقات: