الثلاثاء، مارس ٢٩، ٢٠١١


أيام الثورة والتحرير



4 – أمن الثوار

منذ المعركة الكبرى فى ميدان التحرير المعروفة بمعركة الجمال والخيول الأربعاء 2 فبراير وأمن الثوار وميدان التحرير أصبحا بالغا الأهمية ففى اليوم التالى تدفق عدد كبير الى الميدان الخميس ( 3 فبراير ) وقام الثوار بتوزيع الأدوار داخل الميدان بحيث تكون هناك حراسة مشددة للمداخل التسعة للميدان

ووصلت الإجراءات المشدده ذروتها يوم الجمعة 4 فبراير عند تدفق المظاهرة المليونية التى احتشد لها الثوار من القاهرة والمحافظات وخضع الجميع للتفتيش الدقيق من قبل حماة الثورة والميدان وكان على كل ثائر أو ثائرة يدخل الميدان أن يبرز بطاقة الرقم القومى عند الدخول وكان الممنوعون من الدخول هم من يحملون كارنيهات أمنية لفروع الشرطة أو الذين لايحملون بطاقات رقم قومى من الأساس ومعظمهم من الخارجين على القانون ( البلطجية )

غير أن تفتيشا ذاتيا يجرى لكل الداخلين من الذكور والاناث بلا استسناء للبحث عن مختلف الأسلحة وكنا نستعين ببعض النساء لتفتيش السيدات والفتيات وكن يخرجن أحيانا أسلحة بيضاء وممنوعات من السيدات الخارجات عن القانون كما كان حراس الثوره يخرجون نفس الممنوعات والأسلحة من داخل ملابس بعض الرجال الخارجين على القانون

كان الهدف من دخول البلطجية ومتعاطى المخدرات لميدان التحرير هو اثارة البلبله والذعر لدى الثوار وبخاصة المعتصمين منهم واجبارهم على فض الاعتصام ومن ثم افشال الثورة

لكن مثيرى البلبلة والذعر والمندسين والمندسات على الثوار لم ينقطعوا أبدا من داخل الميدان

وأذكر أنه يوم السبت 5 فبراير ومئات الألوف تهتف بسقوط مبارك والوتيره فى الميدان واحده ( الشعب يريد اسقاط النظام ) ( مش هنمشى هو يمشى ) فإذا بسيدة ملفته بزيها وملامحها تخترق صفوف الشباب أمام المنصة الرئيسية والإذاعة الرئيسية للثورة فى الميدان وتطلب 50 شابا ليأتوا معها لمقر مجلس الوزراء لمقابلة أحمد بيه عرفت بعد الاستفسار أنه الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الذى عينه الطاغية حسنى مبارك وهى تتحدث للشباب بشغف واستماته فى الحديث لقبول هذه الدعوة وبخاصة – كما قالت - أن مطالب الثوار قد تحققت وأن الحوار ضرورى الآن لكن شباب الثورة قابلها باستهجان ورفض شديدين وكاد يفتك بها بعد أن ألحت فى هذا الحيث مايقرب من ثلاث ساعات متنقلة من مجموعة لأخرى الى أن تنبه الشباب وأصر على اخراجها من الميدان توجهت بعدها لمبنى رئاسة الوزراء القريب

ولم يهدأ المندسون فى بث الفرقة والبلبله بين الشباب الذى كان يقظا ويقوم بإخراج هذه الفئات فورا من الميدان أو تسليمهم للجيش

لم تهدأ الغارات النهارية أو الليلية من قبل البلطجية المدججين بالسيوف والأسلحة البيضاء بمعاونةالأمن الرسمى فى الهجوم من المداخل المختلفة للميدان على الثوار وكان الأبطال من الثوار يواجهونهم بصدور عارية وأحيانا بالطوب وربما بالعصى وفى النهاية يقومون بدحرهم خارج مداخل الميدان بمعاونةالمدد الثورى الذى يأتيهم من وسط الميدان

أقام الثوار المتاريس فى كل المداخل المؤدية للميدان وأحيانا كانت المتاريس على أكثر من خط فى مدخل الميدان والشباب يقيمون أكثر من حاجز للتفتيش وكان أكثر هذه الحواجز وأكثر هذه المتاريس فى مدخل ميدان الشهيد عبد المنعم رياض المتسع والذى ظل البلطجيه من فوق كوبرى 6 أكتوبر المقابل للميدان يتحرشون بالثوار ويلقون عليهم الزجاجات الحارقه والطوب وأيضا الألفاظ النابية السوقية وكانت قناصة الشرطه حتى يوم الأحد 6 فبراير لازالت متواجده على سطح فندق رمسيس هيلتون المقابل لميدان الشهيد عبد المنعم رياض الذى كان نقطة الهجوم من قبل البلطجية ونقطة الضعف فى الميدان بالنسبة للثوار

والى اللقاء مع الحلقة الخامسة (حماة الثورة ) د محمد يوسف

ليست هناك تعليقات: