الاثنين، أغسطس ٢٣، ٢٠١٠

ظلام غزة وظلام مصر


ظلام غزة وظلام مصر

يزهلك المشهد حين تطلع على مايجرى فى غزة ومصر , هناك ظلام دامس فى غزة بسبب انقطاع الكهرباء لتوقف امداد المحطه الرئيسية بالوقود القادم من المعابر التى يسيطر عليها الكيان الصهيونى ولكننا فى مصر نعيش فى ظلام حالك لساعات طويله ليس فى مدينة واحده أو قرى متعدده أو حتى بعض المحافظات ولكن فى جميع أنحاء القطر حيث ينقطع التيار الكهربائى لمدد طويله
ولكن الغريب فى المشهد المأساوى الذى تعيشه مصر هو أن السبب فى انقطاع هذا التيار فى مصر هو نفس السبب فى غزة لقلة الوقود المستخدم فى تشغيل محطات الكهرباء العملاقه فى طول مصر وعرضها
وعلى مايبدوا فقد دارت الدوائر والنظام المصرى الذى يحاصر غزه ويمنع عنها الوقود والطعام ومستلزمات الحياه هو نفسه يعانى من نقص شديد فى هذا الوقود من غير أن يكون هناك حصارا مفروضا على مصر المحروسه
تعالوا معا نحلل ونفسر ماجرى لأن ماجرى سيسجله التاريخ كأحد أهم إنجازات العار فى سجل النظام المصرى
1 – تصدر الحكومه المصريه للكيان الصهيونى الغاز المصرى بأبخس الأثمان ( أقل من 2 دولار للوحده الحراريه ) وأسعاره العالميه تتجاوز العشر دولارات
2 – يقوم الكيان الصهيونى الغاصب باستيراد الغاز المصرى وتصنيعه وادخاله كوقود لتشغيل محطات الكهرباء فى الكيان الغاصب ومن المعروف أن العدو الصهيونى ينتج 20 % من احتياجاته من الكهرباء عن طريق الغاز , ومعظم هذا الغاز يستورده من مصر
3 – يقوم الكيان الصهيونى بمنع وصول الغاز والوقود المشغل لمحطة كهرباء غزة عن طريق المعابر لتضييق الحصار على الشعب الفلسطينى فى غزة التى تغرق فى ظلام دامس وتتوقف المصانع والمستشفيات وأجهزة التهويه ومحطات الصرف الصحى ومحطات المياه ( يستورده من مصر ليمنعه عن غزة)
5 – وبسبب تصدير الغاز للكيان الصهيونى يحدث نقص شديد فيه ولاتستطيع وزارة البترول المصريه أن تفى بحاجة محطات الكهرباء المصريه التى تعمل بالغاز فتتوقف الكثير منها وتغرق مصر كلها فى ظلام دامس لعدة ساعات وتتوقف فيها محطات الصرف الصحى والمياه ويحدث نقص شديد فى مياه الشرب
6 – أكد نواب الشعب من الاخوان المسلمين أكثر من مره وعلى رأسهم النائب أشرف بدر الدين عضو لجنة الخطه والموازنه بأن مصر لايمكنها تصدير الغاز لأنه لايوجد فائض فيه وأن احتياطى الغاز سينتهى بحلول 2015 وأن احتياطى البترول المصرى سينتهى بحلول 2025 وهى مده قليله جدا لنفاذ هذا الوقود الحيوى ومن ثم من الواجب التوقف عن تصدير الغاز والبترول وتوفيرهما للاستهلاك المحلى
7 – تواترت أنباء لو صحت لكانت فضيحه مدويه بكل المقاييس وهو أن وزارة البترول المصريه تتفاوض مع الكيان الصهيونى لاستيراد الغاز المصرى مرة أخرى الذى كان قد صدرته للكيان وبأثمان باهظه لسد العجز الكبير فى امدادات الغاز لمحطات الكهرباء المصريه ( كشفت مصادر بوزارة البترول المصرية عن أزمة تهز الحكومة حاليا وتتعلق باتجاه الوزارة إلى إعادة شراء نحو 1.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سبق أن صدرته لـ(إسرائيل).وذكرت المصادر أن مصر ستضطر لشراء نصف الحصة التي تعاقدت (إسرائيل) على شرائها من مصر بالأسعار العالمية والتي لن تقل عن 10.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، في حين أن (إسرائيل) تستوردها بسعر يتراوح من 0.7 إلى 1.25 دولار (أي بأقل من تكلفة إنتاجها البالغة 2.8 دولار).
وذكرت مصادر صحفيه إن ذلك يعني أن مصر ستدفع لـ(إسرائيل) نحو 14 مليار دولار ، في حين تحصل (إسرائيل) على تلك الكمية من مصر بنحو 2 مليار دولار، أي أن مكسب (إسرائيل) في نصف الكمية يتعدى 12 مليار دولاروأوضحت المصادر أن وزارة البترول ستتقدم رسميًا خلال هذا الأسبوع بطلب الشراء للجانب الإسرائيلي للموافقة عليه، فيما تتوقع أن ترفض (إسرائيل) الطلب أو أن يبالغ في سعر البيع)
8 – من المعروف أن محطات الكهرباء فى مصر يتم تشغيلها بالمازوت والوقود الصناعى والغاز ,والأول والثانى نستوردهما أما الثالث فننتجه ثم نصدره للكيان الصهيونى ثم هكذا تحاول الحكومه المصريه استعادته مره أخرى لسد العجز
9 – هناك حلول ظهرت لمشكلة انقطاع التيار الكهربى فى غزة بسبب نقص الوقود حيث قامت الحكومه الفلسطينيه فى غزة بالتغلب على الحصار الصهيونى والحصار الذى تفرضه وزارة مالية رام الله باستقطاع مبالغ من رواتب الموظفين الكبار فى غزة لدفعها مباشرة للشركه التى تجلب الوقود ولكن على مايبدوا أنها فى مصر عصية على الحل حيث لازال النزاع قائما بين وزارتى الكهرباء والبترول فى مصر لتوفير الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء
الظلام فى غزة سببه المحتل الصهيونى وحكومة عباس فى رام الله ,والظلام فى مصر سببه المحتل الصهيونى أيضا الذى خضع له النظام المصرى فى امداده بالغاز
الظلام فى غزه يشع نورا وصمودا وعزة وبطوله والظلام فى مصر يشع فسادا واستبدادا وظلما
د محمد يوسف



كتبهاد محمد يوسف، في 30 November -0001 00:00 AM---------------------------------------------

ليست هناك تعليقات: